المشاركات الشائعة

الاثنين، 20 أغسطس 2012

الشيعة والقرآن


 

>:

حوار هادئ بين موالي ومخالف



بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه ، وعلى إله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين إلى الأخ الفاضل : أرجو التأمل في هذه الأسئلة والإجابة عنها قبل قراءة الورقات التالية ( هذا نص ما ذكر المستشكل ).

 





المخالف : ماهو رأيك في هذا القرآن الذي في أيدي المسلمين ، والذي جمعه الصحابة (ر) هل هو كتاب الله حقاًً ؟ وكما أنزله الله ؟.

الموالي : نعم ليس فيه زيادة ولا نقيصة.







المخالف : ما هو فهمك في سورة ( الحجر : 9 ) - ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ، وسورة ( فصلت : 41 ، 42 ) - ( وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ).



الموالي : إن ما ذكر في الآيات واضح وصريح في عدم تحريف القرآن الكريم وهو الرأي المعمول به عند المسلمين.

 





المخالف : إذا قال : لك يهودي : وإذا تعيبون علينا تحريف التوراة فقرآنكم محرف وإذا قاللك نصراني : وإذا  تعيبون علينا تحريف الإنجيل فقرآنكم محرف : فكيف سيكون جوابك؟.

 

الموالي : أقول له أنه لم يثبت لدينا هذا التحريف المزعوم ، وإنما هناك روايات ضعيفة فإن كان عندك نسخة ثانية من القرآن فقدمها لنا ولك الشكر وإلاّ فلا تدعي ما ليس لك به علم.

 





المخالف : ما حكم من يقول : إن هذا القرآن الذي بين أيدينا فيه آيات ناقصة غير موجودة ، وآيات محرفة وليس هو كما أنزله الله وأن الله لم يستطع حفظه ؟ ما حكمه في نظرك هل هو كافر أم مسلم ؟.

 

الموالي : هل القائل لهذا القول متعمد عارف ، أم جاهل لشبهة قال : هذا القول ، أم عناداً ؟ ، فإن كان جاهلاًً يعلم وإن كان عالماًًً متعمداًًً متجرياً على الله والرسول فهو زنديق مرتد ، وأما إن كان لشبهة مثل الصحابي الجليل إبن مسعود وعمر بن الخطاب والسيدة عائشة ومن سار على نهجهم فيبين له فإن إرتفعت الشبهة وأصر فهو مرتد وإلاّ فلا.

 





المخالف : إذا قلت إنه كافر وليس بمسلم ، فهل يجوز لك أن تأخذ دينك عنه ؟.

 

الموالي : متوقف على جواب السؤال السابق إن جاهلاًً أو متعمداًًً فنعم ولا.



ثم أضاف الكاتب أو السائل هذه العبارة.



الشيعة والقرآن : ثم بعد ذلك ذكر عشرين من علماء الشيعة زعم أنهم يعتقدون بالتحريف ، ولكن بعد التتبع في الأمر وجدت أن بعضهم ذكروا في كتبهم أخباراًًً توحي بالتحريف ولم يصرحوا في أي موقع بأنهم يعتقدون وإنما ما نسب إليهم ظلماًًً وجوراًًً من مثل الشيخ الكليني والنعماني وغيرهما : وهذه المقولة باطلة لأسباب لعل من أهمها إن من ذكر من العلماء يعتقدون ويعملون بأخبار العرض وهي :



- من مثل : قول الإمام الصادق (ع) ( خطب النبي (ص) بمنى فقال : أيها الناس ما جاءكم عنى يوافق كتاب الله تعالى فأنا قلته وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقله ، ( وسائل الشيعة للحر العاملي ج 18 ص 79 ، عن الكافي ) ، فهذا الكليني ينقل هذه الرواية ويعتبرها مقاساً فإذن كل رواية تخالف هذه الرواية مردودة.



- ومنها : قول الإمام الرضا (ع) : فما ورد عليكم من خبرين مختلفين فإعرضوهما على كتاب الله فما كان في كتاب الله موجوداًً حلالاًًً أو حراماًًً فأتبعوا ما وافقالكتاب ، وما لم يكن في الكتاب فإعرضوه على سنن النبي (ص) ، ( عيون أخبار الرضا للشيخ الصدوق ج 2 ص 20 ).



- ومنها قول الإمام الصادق (ع) ، عن أبيه ، عن جده علي (ع: إن على كل حق حقيقة ، وعلى كل صواب نوراًًً ، فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالف كتاب الله فدعوه ، ( الأمالي للشيخ الصدوق ج 2 ص 20 ) ، فهذه واضحة في أن كل رواية تعارض الكتاب ( القرآن ) فيجب ردها.



- ومنها ( أي الأخبار المردودة ) : أخبار التحريف إن صح سندها ولم يمكن تأويلها فإنها ترد ولا يعمل بها ، فمن هنا فإن روايات الشيعة كلها محكومة تحت هذا الحكم فكل رواية تخالف الكتاب فلا يؤخذ بها مهما كان القائل لها ومكانته العلمية.



وعلى العموم الشيعة لا يقولون بذلك للأدلة : العقلية والشرعية المتمثلة في الكتاب والسنة النبوية ، وكذلك الإجماع ، أما العقل فهو الأساس فلابد للعقل من أن يحكم بصحة أن هذا الموجود هو كتاب منزل من الله عز وجل على يد رسوله محمد (ص) وأنه هو المرجع للأمة وأنه غير قابل للتحريف وإلاّ سقط الإنتفاع به.

 

- وأما الدليل من الكتاب فهو متعدد ومنه :



قوله تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) - ( الحجر :  9 ).

وقوله تعالى : ( وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه @ تنزيل من حكيم حميد ) - ( فصلت : 41 - 42 ).

وقوله تعالى : ( إن علينا جمعه وقرأنه @ فإذا قرأناه فاتبع قرآنه @ ثم إن علينا بيانه ) - ( القيامة : 11 - 18 - 19 ).



- ففي الخبر عن إبن عباس وغيره أن المعنى : إن علينا جمعه وقرآنه عليك حتى تحفظه ويمكنك تلاوته فلا تخف فوت شئ منه ، أما السنة فمنها قد مر في أحاديث العرض على الكتاب فلو إن الكتاب محرف فلا فائدة من العرض ، وكذلك حديث الثقلين الكتاب والعترة حيث أنه يدل على أن القرآن كان موجوداًً مجموعاً في عهد النبي (ص) وإلاّ لما سماه كتاب.



وكذلك الأحاديث المصرحة بأن ما في أيدي الناس هو القرآن النازل من عند الله : منها : فعن الريان بن الصلت قال : ( قلت للرضا (ع) بإبن رسول الله ما تقول في القرآن ؟ ، فقال (ع) كلام الله ، لا تتجاوزوه ولا تطلبوا الهدى في غيره فتضلوا ) ( عيون أخبار الرضا للشيخ الصدوق ج 2 ص 57  ).

 

- وجاء فيما كتبه الإمام الرضا (ع) للمامون في محض الإسلام وشرائع الدين ( وإن جميع ما جاء به محمد بن عبداً لله (ص) هو الحقالمبين ، والتصديق به وبجميع من مضى قبله من رسل الله وأنبيائه وحججه ، والتصديق بكتابه الصادق العزيز الذي ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) - ( فصلت : 42 ) وإنه المهيمن علي الكتب كلها وإنه حق من فاتحته إلى خاتمته نومن بمحكمة ومتشابهه ، وخاصه وعامة ، ووعده ووعيده ، وناسخه ومنسوخة ، وقصصه وأخباره ، لا يقدر أحد من المخلوقين أن يأتي بمثله ( عيون أخبار الرضا ج 2 ص 130 ).



- وعن علي بن سالم ، عن أبيه قال : ( سألت جعفر بن محمد الصادق (ع) فقلت له : يابن رسول الله ما تقول في القرآن فقال : هو كلام الله وقول الله وكتاب الله ووحي الله وتنزيله وهو الكتاب العزيز الذي ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه @ تنزيل من حكيم حميد ) - ( فصلت : 42 ) ، ( الأمالى ص 545 وللعياشي في بداية تفسيره ) رواية بهذا المعنى.وعليه فالسنة تثبت عدم التحريف.

 

- وأما الإجماع ( فقد ثبت نقله ، عن مجموعة من العلماء منهم العلامة الحلي ، راجع نهاية الأصول مبحث التواتر ( قال :) وإتفقوا على أن ما نقل إلينا متواتراًً من القرآن فهو حجة .... ).



- و ( السيد العاملي في مفتاح الكرامة ج 2 ص 390 ) (قال : ) : ( والعادة تقضي بالتواتر في تفاصيل القرآن من أجزائه وألفاظه وحركاته وسكناته ووضعه في محله ، لتوفر الدواعي على نقله من المقر لكونه أصلاًً لجميع الأحكام ، والمنكر لإبطاله لكونه معجزاً ، فلا يعبأ بخلاف من خالف أو شك في المقام ).



- ومنهم ( الشيخ البلاغي في ألاء الرحمن الفصل الثالث من المقدمة ) ( قال : ) : ( ومن أجل تواتر القرآن الكريم بين عامة المسلمين جيلا بعد جيل ، إستمرت مادته وصورته وقرأته المتداولة على نحو واحد ، فلم يؤثر شيئاًًً على مادته وصورته ما يروى عن بعض الناس من الخلاف في قرأته من القراء السبع المعروفين وغيرهم ).



- ومنهم ( المحقق الكلباسي كما في البيان في تفسير القرآن ص 234 ) ، ( قال : ) : ( أن الروايات الدالة على التحريف مخالفة لإجماع الأمة إلاّ من لا إعتداد به ).



- ومنهم ( الشيخ جعفر كاشف الغطاء في كشف الغطاء ص 298 ) (قال : ) : ( جميع ما بين الدفتين مما يتلى كلام الله تعالى ، بالضرورة من المذهب ، بل الدين وإجماع المسلمين ، وأخبار النبي (ص) والأئمة (ع) وأن خالف بعض من لا يعتد به ).



ومن أجل خوف الإطالة إقتصر على هذه الأسماء وقد وضح لك أن المذهب الحق وأتباعه يقولون بالإجماع بعدم تحريف القرآن الكريم والشاذ لا عبرة بقوله : إن وجد لأن الأدلة كلها ضده العقلية والنقلية وبهذا يتم ما لدينا من الأدلة على عدم صحة القول بالتحريف ، وبما إن المستشكل قد ذكر مجموعة من الأسماء وقد ذكرت في ما سبق أن بعضاًً منهم لم يصرح وإنما ذكر أخباراًً يشم منها ذلك ، فأنه كذلك قد ذكر أخباراًً أخرى تنفى التحريف مثل أخبار العرض كما مر عليك وقدر رواها صاحب الكافي والعياشي وغيرهم.

 

بل أن الكليني الذي ينسب إليه القول بالتحريف بسبب تلك الأخبار فإنه أيضاًًً قد ذكر أخباراًً أخرى مثل : ما جاء في رسالة أبي جعفر الإمام محمد بن علي الباقر (ع) إلى سعد الخير ( وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه وحرفوا حدوده ) ( روضة الكافي ج 8 ص 53 برقم 16 ) ، وهذه الرواية واضحة في المحافظة على النص وأن حرف المعنى.



- ومن تلك الأخبار ما صح عن أبي بصير قال : سألت أبا عبدالله الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) عن قوله تعالى : ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) - ( فصلت : 41 - 42 ) ، وما يقوله الناس : ما باله لم يسمّ علياًًً وأهل بيته ؟ ، قال : أن رسول الله (ص) نزلت عليه الصلاة ولم يسمّ لهم ثلاثاًًً ولا أربعاًًً حتى كان رسول الله (ص) هو الذي فسر لهم ذلك .... ) ( أصول الكافي ج 1 ص 286 ) ، فهذا الكليني نراه يورد هذه الرواية الصحيحة السند ينفي فيها ذكر إسم أمير المؤمنين (ع) ولكنه ذكر روايات أخرى يتبين منها إن إسم الإمام علي (ع) مذكور في القرآن فكيف حكم الحاكم على الكليني بالقول بالتحريف.



- ومن هنا سوف إذكر للقاري الكريم أسماء مجموعة من فطاحل علماء الطائفة وشيوخ مشايخ الطائفة المحقة الذي عليهم وبهم تثبت الأقوال للطائفة لأهميتهم ومقامهم :



الأول : شيخ الطائفة والمحدثين : ( أبو جعفر بن محمد بن علي بن الحسين الصدوق ) المتوفي في 318 قال : في رسالته التي وضعها لبيان معتقدات الشيعة الإمامية حسب ما وصل إليه من النظر والتمحيص ( إعتقادنا أن القرآن الذي أنزله الله تعالى على نبيه محمد (ص) هو مابين الدفتين ، وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك وعدد سوره على المعروف ( 114 ) سورة وعندنا تعد ( الضحى ) و ( ألم نشرح ) سورة واحدة وكذا ( لإيلاف ) و ( ألم تر كيف ) قال : ( ومن نسب إلينا إنا نقول أنه أكثر من ذلك فهو كاذب ) ثم أخذ يستدل على عدم التحريف ويرد الأخبار المصدر : ( كتاب إعتقادات الإمامية المطبوع مع شرح الباب الحادي عشر ص 93 – 94 ).

 

الثاني : شيخ الطائفة وعميدها : ( محمد بن محمد بن النعمان المفيد ) المتوفي في 413 – قال : في أوائل المقالات التي بترها المستشكل الأمين فقد قال الشيخ المفيد وقد قال : جماعه من أهل الإمامة : أنه لم ينقص من كلمة ولا من آية  ولا من سورة ولكن حذف ما كان مثبتاًً في مصحف أمير المؤمنين (ع) من تأويله وتفسير معانية على حقيقة تنزيله ، وذلك كان مثبتاًً منزلاًً وإن لم يكن من جملة كلام الله تعالى الذي هو القرآن المعجز ، وقد يسمى تأويل القرآن قرآناًً ..... ) قال : ( وعندي أن هذا القول أشبه من مقال : من أدعى نقصان كلم من نفس القرآن على الحقيقة دون التأويل وإليه أميل ) قال : ( وأما الزيادة فيه فمقطوع على فسادها – أن أريد بالزيادة زيادة سورة على حد يلتبس على الفصحاء فإنه متناف مع تحدي القرآن بذلك – وأن أريد زيادة كلمة أو كلمتين أو حرف أو حرفين ولست أقطع على كون ذلك ، بل أميل إلى عدمه وسلامة القرآن عنه ) قال : ومعي بذلك حديث ، عن الصادق جعفر بن محمد (ع) المصدر : ( أوائل المقالات ص 54 – 56 ).

 

- وقال في أجوبة المسائل السرورية : ( فإن قال قائل : كيف يصح القول بأن الذي بين الدفتين هو كلام الله تعالى على الحقيقة من غير زيادة ولا نقصان ، وأنتم ترون ، عن الأئمة (ع) أنهم قروا ( كنتم خير أئمة أخرجت للناس ) وكذلك ( جعلناكم أئمة وسطا ) وقروا ( يسألونك الأنفال ) وهذا بخلاف ما في المصحف الذي في أيدي الناس؟ ، قيل له  قد مضى الجواب عن هذا ، وهو إن الأخبار التي  جاءت بذلك أخبار آحاد لا يقطع على الله تعالى بصحتها فلذلك ، وقفنا فيها ولم نعدل عما في المصحف الظاهر ، وعلى ما أمرنا به حسب ما بيناه ، مع أنه لا ينكر أن تأتي القراءة علي وجهين منزلين أحدهما ما تضمنه المصحف ، والثاني ما جاء به الخبر ، كما يعترف به مخالفونا من نزول القرآن علي وجوه شتى ، ( بحار الأنوار كتاب القرآن ج92 ص 75 ) ، فهذا تصريح واضح منه بعدم التحريف فكيف ينسب أنه يقول بالتحريف.

 

الثالث : شريف الطائفة وسيدها ( المرتضى علي بن الحسين علم الهدى ) المتوفي في 436 – قال : في رسالته الجوابية الأولى ، عن المسائل الطرابلسيات : ( إن العلم بصحة نقل القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار والوقائع العظام والكتب المشهورة وأشعار العرب المسطورة ، فإن العناية إشتدت والدواعي توفرت على نقله وحراسته ، وبلغت إلى حد لم يبلغه فيما ذكرناه ، لأن القرآن معجزة النبوة ومأخذ العلوم الشرعية والأحكام الدينية ، وعلماء المسلمين قد بلغوا في حفظه وحمايته الغاية ، حتى عرفوا كل شئ أختلف فيه من أعرابه وقرائته وحروفه وآياته ، فكيف يجوز أن يكون مغيراً ومنقوصاً ، مع العناية الصادقة والضبط الشديد ) إلى أن يقول – ( إن من خالف في ذلك من الإمامية والحشوية لا يعتد بخلافهم ، فإن الخلاف في ذلك مضاف إلى قوم من أصحاب الحديث نقلوا أخباراًًً ضعيفة ظنوا صحتها ، لا يرجع بمثلها ، عن المعلوم المقطوع على صحته ) ، ( مجمع البيان ج1 ص 15 ) وهذا قول صريح واضح.

 

الرابع : شيخ الطائفة ( أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ) المتوفي في 460 – يقول في مقدمة تفسيره ( البيان ) ، ( وأما الكلام في زيادته ونقصانه فمما لا يليق بهذا الكتاب المقصود منه العلم بمعاني القرآن لأن الزيادة منه مجمع علي بطلانها ، والنقصان منه ، فالظاهر أيضاًً من مذهب المسلمين خلافه ، وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا ، وهو الذي نصره المرتضى ، وهو الظاهر في الروايات ، غير أنه رويت روايات كثيرة من جهة الخاصة والعامة بنقصان كثير من آي القرآن ونقل شئ منه من موضع إلى موضع ، طريقها آحاد التي لا توجب علماًً ولا عملاًَ والأولى الإعراض عنها وترك التشاغل بها ، لأنه يمكن تأويلها ..) ( التبيان ج1 ص 3 ط النجف ) ونفى التحريف واضح من هذا العلم.

 

الخامس : ( أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي ) المتوفي 548 – في مقدمة التفسير قال : ( والكلام في زيادة القرآن ونقصانه ، مما لا يليق بالتفسير ن أما الزيادة فيه فجمع علي بطلانه ن وأما النقصان منه فقد روي جماعة من أصحابنا وقوم من حشوية العامة أن في القرآن تغيير أو نقصان ، والصحيح من مذهب أصحابنا خلافه ) وهو الذي نصره المرتضى وأستوفى الكلام فيه غاية الاستيفاء ، ( مجمع البيان ج1 ص 15 ) ، فأننا نرى بأن هذا الشخص قد نسب من نسب إليه القول بالتحريف وهذا قوله واضح فيه التصريح منه بعدم التحريف.



السادس : المحقق ( محمد بن المحسن المشتهر بالفيض الكاشاني ) المتوفي في 1090 ، وقد قال : المقدمة السادسة من التفسير بعد ( أن نقل روايات توهم وقوع التحريف في كتاب الله ) ، قال :  أقول : ويرد على هذا كله إشكال وهو أنه على هذا التقدير لم يبق لنا إعتماد على شيء من القرآن إذ على هذا يحتمل كل آية منه أن يكون محرفاً ومغيرا ويكون على خلاف ما إنزل الله فلم يبق لنا في القرآن حجة أصلاًً فتنتفي فائدته وفائدة الأمر بإتباعه والوصية بالتمسك به إلى غير ذلك ، وأيضا قال الله عز وجل : ( وإنه لكتاب عزيز لا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ) ، وقال : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) فكيف يتطرق إليه التحريف والتغيير ، وأيضا قد إستفاض عن النبي (ص) والأئمة (ع) حديث عرض الخبر المروي على كتاب الله ليعلم صحته بموافقته له وفساده بمخالفته فإذا كان القرآن الذي بأيدينا محرفاً فما فائدة العرض مع أن خبر التحريف مخالف لكتاب اللهم كذب له فيجب رده والحكم بفساده أو تأويله ( الصافي ج 1 ص 33،34 المقدمة السادسة والوافي ج2 ص 273 ، 274 ).



ولكن للأسف فأن المستشكل الأمين قد إختار من كلام الشيخ الروايات القائلة بالتحريف ولم يذكر موقف الشيخ فتأمل.

 

وأما الآن فسوف أنقل أسماء مجموعه من العلماء مع المصدر فمن شاء فعليه البحث والمراجعه : لقد مر ذكر ستة من الفطاحل :



السابع : ( الشيخ المجلسي صاحب البحار ) المتوفي في 1111 في ( البحار ج 92 ص 75 ) ، فقال : فإن قال قائل : كيف تصح القول بأن الذي بين الدفتين هو كلام الله تعالى على الحقيقة من غير زيادة ولا نقصان ، وأنتم تروون عن الأئمة (ع) أنهم قرؤا ( كنتم خير أئمة أخرجت للناس ) و ( وكذلك جعلناكم أئمة وسطا ) وقرؤا ( يسئلونك الأنفال ) وهذا بخلاف ما في المصحف الذي في أيدي الناس.



قيل له : قد مضى الجواب عن هذا ، وهو إن الأخبار التي جائت بذلك أخبار آحاد لا يقطع على الله تعالى بصحتها ، فلذلك وقفنا فيها ، ولم نعدل عما في المصحف الظاهر على ما أمرنا به حسب ما بيناه ، مع أنه لا ينكر أن تاتي القراءة علي وجهين منزلين أحدهما ما تضمنه المصحف والثاني ما جاء به الخبر كما يعترف مخالفونا به من نزول القرآن علي وجوه شتى .... الخ ).



الثامن : ( جمال الدين أبو منصور الحسن بن يوسف العلامة الحلي ) المتوفي في 726 في ( أجوبة المسائل المهناوية المسأله 13 ص 121 ).



التاسع : ( الشيخ جعفر الكبير كاشف الغطاء ) المتوفي في 1228 في كشف الغطاء كتاب ( القرآن من كتاب الصلاة المبحث السابع والثامن ص 298 ، 299 ).



العاشر : ( الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء ) المتوفي سنة 1373 في ( أصل الشيعة وأصولها ص133 ).



أحدى عشر : ( الشيخ محمد بن الحسين الحارثي العاملي ) المتوفي سنة 1031 في ( آلاء الرحمن ج1 ص 26 ).



الثاني عشر : ( الشيخ محمد بن الحسن بن علي الحر العاملي ) صاحب الوسائل المتوفي سنة  1104 ، ( الفصول المهمة للسيد شرف الدين ص 166 ).



الثالث عشر : ( المحقق التبريزي ) المتوفي سنة 1307 في ( أوثق الوسائل بشرح الرسائل ص 91 ).



الرابع عشر : ( المحقق الإشتياني ) في ( بحر الفوائد في شرح الفوائد ص 99 ).



الخامس عشر : ( السيد حسين الكوهكمري ) ( البرهان ص 122 ).



السادس عشر : ( البلاغي ) في ( تفسير آلالا ج 1 ص 25 – 27 ).



السابع عشر : ( المحقق المولى عبدالله بن محمد الفاضل التوني ) في ( رساله الوافيه في الأصول كما في البرهان ص 113 ).



الثامن عشر : ( السيد محسن الأعرج ) في ( شرح الوافية باب حجيه الكتاب من أبواب الحجج في الأصول ).



التاسع عشر : ( الشيخ الكلباسي الإصفهاني ) صاحب التحقيق و ( المحقق إبن القاسم الجيلاني ) و ( الشيخ التستري ) و ( السيد عبد الحسين شرف الدين ) و ( السيد الميلاني محمد هادي ) و ( السيد الكولبايكاني ) و ( السيد ميرزا مهدي الشيرازي ) و ( السيد الخوئي ) في تفسيره و ( الإمام الخميني ) : فقد قال : ( أن الواقف على عناية المسلمين بجمع الكتاب وحفظه وضبطه ، قراءة وكتابه ، يقف على بطلان تلك المزعومة وما ورد فيه من أخبار حسبما تمسكوا – أما ضعيف لا يصلح للإستدلال به ، أو مجعول تلوح عليه أمارات الجعل ، أو غريب يقضي بالعجب ، أما الصحيح منها فيرمي إلى مسألة التأويل والتفسير ، وأن التحريف أنما حصل في ذلك لا في لفظه وعبارته وتفصيل ذلك يحتاج إلى تأليف كتاب حافل ببيان تاريخ القرآن والمراحل التي قضاها طيلة القرون ، ( ويتلخص في أن الكتاب العزيز هو عين ما بين الدفتين ، لا زيادة ولا نقصان ... إلى آخره  ) ، ( تهذيب الأصول ج2 ص 165 بقلم السبحاني ).  

 

- وأما الآن فسوف أنقل أسماء من الّف في عدم تحريف القرآن من الطائفة المحقة :

 

- ( شيخ علي بن عبد العالي الكركي ) المتوفي سنة 938 هـ صنف في نفي النقيصة رسالة مستقلة جاء فيها ( إن ما دل على الروايات من النقيصة لابد من تأويلها أو طرحها فأن الحدث إذا جاء على خلاف الدليل من الكتاب والسنة المتواترة والإجماع ولم يمكن تأويله ولا حمله على بعض الوجوه وجب طرحه ) ، ( آلاء الرحمن في تفسير القرآن : ج1 ص 26 ).

 

- ( الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي ) مؤلف كتاب وسائل الشيعه – المتوفي سنة 1104 هـ له رسالة في إثبات عدم التحريف جاء فيها ( ومن له تتبع في التاريخ يعلم علماًً يقيناًًً بأن القرآن ثبت بغاية التواتر ، وبنقل الف من الصحابة ، وأن القرآن كان مجموعاًً في عهد رسول الله (ص) ) ( إكذوبة تحريف القرآن ص 58 ).

 

- ( السيد حامد حسين ) – صاحب كتاب عبقات الأنوار المتوفى سنة 1306 هـ  له موسوعة في عشرة مجلدات ( إستفتاء الأحكام ) ( إستقصى فيها البحث في عدم التحريف وأتي فيها بما لا مزيد عليه ).

 

- ( الميرزاء محمود بن أبي القاسم الطهراني ) من أعلام القرن الرابع – له كتاب ( كشف الإرتياب عن تحريف كتاب رب الأرباب ) رد فيه على الزاعمين بالتحريف ، أعيان الشيعة ترجمة المذكور أعلاه.

 

- ( الشيخ رسول جعفريان ) له كتاب ( أكذوبة تحريف القرآن ) طبع سنة 1406 هـ.

 

- ( الميرزاء مهدي البروجردي ) له كتاب ( كتابات ورسالات حول إثبات عدم التحريف ) طبع في إيران.

 

- ( السيد هبه الدين الشهرستاني ) له كتاب ( التنزيه في إثبات صيانة المصحف الشريف من النسخ و النقص والتحريف ) ، ( معجم ريان الفكر في النجف الأشرف ج2 ص 762 ).

 

- ( محمد علي بن السيد محمد صادق الإصفهاني ) له ( عدم التحريف في الكتاب ) ، ( المصدر السابق ج2 ص 789 ).

 

- ( علي محمد الأصفى ) له ( فصل الخطاب في نفي تحريف الكتاب ) ، ( المصدر السابق ج1ص 46 ).

 

- ( السيد محمد حسين الجلالي ) له ( نفي التحريف والتصحيف ) ، ( المصدر السابق ج1 ص 357 ).

 

- ( السيد مرتضى الرضوي ) له ( البرهان على عدم تحريف القرآن ) طبع في بيروت.

 

- ( العلامة الشعراني ) رد على الكتاب المؤلف في التحريف ونقضه فصلاً فصلاً ، طبع ضمن كتاب ( ثمان رسائل عربي ).

 

- ( العلامة حسن الأملى ) له كتاب ( فصل الخطاب في عدم تحريف كتاب رب الأرباب ) طبع ضمن كتاب ( ثمان رسائل عربي ).

 

- ( السيد علي الميلاني ) له كتاب ( التحقيق في نفي التحريف ، عن القرآن الشريف ) طبع في إيران وهو متداول.

 

- ( الشيخ محمد هادي ) معرفه له كتاب ( صيانة القرآن من التحريف ) طبع في إيران وهو متداول.

 

- ( السيد أمير محمد القزويني ) له كتاب ( القائلون بتحريف القرآن ) جاء فيه ( أما الشيعة فقد أثبتوا من عصر نزول القرآن الكريم على النبي (ص) وحتى قيام الساعة أنهم يتبرؤون أشد البراءة ممن يقول بتحريفه ).

 

- ( المرجع الديني الكبير السيد صدر الدين الصدر ) له ( رسالة في إثبات عدم التحريف ) ، ( علماء ثغور الإسلام ج2 ص 535 ).

 

- ( الشيخ آغابزرك الطهراني ) له ( النقد اللطيف في نفي التحريف ) ، ( الذريعة 16 ص 232 ).

 

- ( مؤسسة سلسلة المعارف الإسلامية ) ( سلامة القرآن من التحريف ) إصدار مركز الرسالة إيران.

 

- ( السيد علاء الدين السيد أمير محمد القزويني ) له كتاب ( شبهة القول بتحريف القرآن عند أهل السنة ) طبع في بيروت.

 

وأما الآن فننقل بعضاًًً من الروايات المتواجدة عند غير الشيعة :

 

الأول البخاري : روى ، عن عمر بن الخطاب أنه قال : وهو على المنبر : إن الله بعث محمد بالحق نبياًًً وأنزل عليه الكتاب ، فكان مما أنزل آية الرجم ، فقرأناها وعقلناها ووعيناها ، رجم رسول الله (ص) ورجمنا بعده فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل : ما نجد آية الرجم في كتاب الله فيضل بترك فريضة أنزلها الله ، والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء ، ثم كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله : أن لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم ) ، ( صحيح البخاري ج8 ص 586 ).



لعل قائل يقول : بأنها نسخت نسخ تلاوة ، أقول هذا غير ممكن لأنه ورد لأنه ورد في ( تنوير الحوالك للسيوطي ج 3 ص 42 وفتح الباري لإبن حجر ج2 ص 127  وفي موطأ مالك ) : ما يلي – وفي خطب عمر بن الخطاب عند منصرفه من الحج وقال : أياكم أن تهلكوا ، عن آية الرجم يقول قائل : لا نجد حدين في كتاب الله ، فقد رجم رسول الله (ص) ورجمنا ، والذي نفسي بيده ، لولا أن يقول الناس زاد عمر بن الخطاب في كتاب الله تعالى لكتبتها : ( الشيخ والشيخه – إذا زنيا – فأرجموهما البته ).



وفي ( الإتقان ج 1 ص 58 ) أن عمر جاء بآية الرجم عند الجمع الأول على عهد أبي بكر ، فلم تقبل منه ، وطلب زيد بن ثابت منه شاهدين يشهدان بأنها آية من كتاب الله ، فلم يستطع عمر من إقامتها.

 

إذا لو إستطاع عمر : إن يأتي بالشهادة لكتبت ومن غير المعقول إن عمر لم يعلم بنسخها وكذلك زيد ويروي ( مسلم في صحيحه ج4 ص 167 ةج 5 ص 116 و مسند أحمد ) في أكثر من موقع ففيج1 ص23 وج 5 ص 132 و183 ، والغريبة أن أحمد رواها في مسنده عن الإمام علي (ع) وهذا نصه : عن علي بن أبي طالب (ع) قال : ( إن الرجم سنة من رسول الله (ص) وقد كانت نزلت آية الرجم فهلك من كان يقرؤها وآيا من القرآن ) فأين النسخ.

 

- وفي البخاري أن آية ( وما خلق الذكر والأنثى ) هي ( والذكر والأنثى ) ( البخاري ج5 ص 25 ).

 

الثاني صحيح مسلم :  عن سعيد بن جبير قال : ( قلت : لإبن عباس ، سورة التوبة ، قال : التوبة ، قال : بل هي الفاضحة ، ما زالت تنزل ومنهم حتى ظنوا أن لا يبقى أحد إلاّّ ذكر فيها ) ( صحيح مسلم ج4 ص 2322 ) ، والكلام عن سورة براءة وما بقى منها ليس من كلام مسلم ومروياته ولكن هنالك أيضاًًً غيره منهم :

 

- ( جلال الدين السيوطي في الإتقان ج1 ص 184 طبعة حديثة ) قال مالك : إن أولها لما سقط سقط معه البسملة ، فقد ثبت أنها كانت تعدل البقرة لطولها.



- وكذلك صاحب ( المستدرك الحاكم في الجزء 2 ص 330 ) قال : عن حذيفه بن اليمان الصحابي الجليل إنه قال : ما تقرأون ربعها ( يعني ربع برءاة ) وأنكم تسمونها سورة التوبة وهي سورة العذاب ، وقال : المستدرك أنه سند صحيح ، ولمسلم رواية أخرى وهى ، عن عائشة : أنها قالت : ( كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ، ثم نسخن بخمس معلومات ، فتوفي رسول الله (ص) وهن فيما يقرأن من القرآن ( ج2 ص 1075 باب التحريم بخمس رضعات ) ، وهنا لا مجال للنسخ لأن النبي (ص) توفى وهن مما يقرأ من القرآن فمتى نسخن.  



- ولمسلم رواية ثالثة وهى : عن أبي الأسود ، عن أبيه قال : ( بعث أبو موسى الأشعري إلى قراء أهل البصرة فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرأوا القرآن ، فقال : أنتم خيار أهل البصرة وقراوهم ، ولا يطولن عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم ، وإنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها ، غير إني قد حفظت منها ( لو كان لإبن آدم واديان من مال لابتغى وادياً ثالثاً ولا يملأ جوف إبن آدم إلاّ التراب ) ، وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بأحدى المسبحات ، فأنسيتها غير أني حفظت منها : ( يأيها الذين آمنوا لم تقولون مالاً تفعلون ) فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة. ( ج 2 ص 726 باب كراهة الحرص على الدنيا ) ولمسلم روايات آخر منها أن قوله تعالى : ( والليل إذا يغشى والذكر والأنثى ) وفي القرآن الآن وما خلق الذكر.

 

الثالث : مسند الإمام أحمد بن حنبل : ، عن أبي بن كعب قال : ( أن رسول الله (ص) قال : إن الله أمرني أن إقرأ عليك القرآن ، قال : فقرأ : ( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب ) فقرأ فيها : لو أن أين آدم سأل وادياً من مال فأعطيه لسأل ثانياً ، فلو سأل فأعطيه لسأل ثالثاًً ، ولا يملأ جوف إبن آدم إلاّ التراب ويتوب الله على من تاب وأن ذلك الدين القيم عند الله الحنيفية غير المشركة ولا اليهودية ولا النصرانية ومن يفعل خيراًًًً فلن يكفره ) ، ( المسند ج5 ص 131 ) فأين ذهبت هذه الآيات.

 

- وله رواية أخرى ، عن زر بن جيش ، عن أبي بن كعب قال : ( كم تقرءون من سورة الأحزاب ، قال : بضعاً وسبعين آية ، قال : لقد قرأتها مع رسول الله (ص) مثل البقرة أو أكثر منها وإن فيها آية الرجم ) ، ( المسند ج5 ص132 ).

 

- ولا يقول قائل إنها نسخت لأن ( صاحب الإتقان في ج2 ص25 والطبعة الحديثة ج3 ص 72 ) يقول وفي حديث عروة ، عن خالته عائشة ، قالت : كانت سورة الأحزاب تقرأ زمن النبي (ص) : ماتي آية ، فلما كتب عثمان المصاحف ، لم نقدر منها إلاّ على ما هو الآن ، إذا ً النقص بعد كتابة القرآن من قبل عثمان فمتى نسخ.



- وروى ( الإمام أحمد في مسنده ج 6 ص 73 ) ، عن أبي يونس مولى عائشة قال : أمرتني عائشة : أن أكتب لها مصحفاًً قالت : إذا بلغت إلى هذه الآية : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ، فأذني ، فلما بلغتها آذنتها ، فأملت  على ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين ) قالت : سمعتها من رسول الله (ص) ، فأين هذه الزيادة وكيف نسخت نسخ تلاوة والسيدة قد أثبتتها في مصحفها بعد وفاة الرسول (ص).

 

- وينقل ( الإمام أحمد في مسنده ج 5 ص 132 ) ، عن زر بن حبيش ، عن أبي بن كعب هذه الأية ( .... إن الدين عند الله الحنيفيه غير المشركة ولا اليهودية ولا النصرانية ومن يفعل خيراًًًً فلن يكفره ) ، قال : شعبه ، ثم قرأ آيات بعدها ، ثم قرأ : لو أن لإبن آدم واديان من مال .... ) فأين هذه الآيات المزعومة.

 

الرابع : ( الحاكم في المستدرك ، مع تلخيص الحافظ الذهبي ، ففي ج 2 ص 415 تفسير الأحزاب ) ، عن زر ، عن أبي بن كعب قال : ( كانت سورة الأحزاب توازي سورة البقرة وكان فيها الشيخ والشيخه إذا زنيا فأرجموهما البتة ) قال : حديث صحيح ولم يخرجاه وكذلك صححه الذهبي في التلخيص. وقد مر عليك أن النقص وقع عند جمع عثمان للقرآن.

 

- وذكر في ( ج 2 ص 331 ) ، عن حذيفه (ر) قال : ( ما تقرءون ربعها يعني براءة ، إنكم تسمونها سورة التوبة وهي سورة العذاب ) قال عنه حديث صحيح وكذلك قال الذهبي : فأين ذهبت ( لعله ذهب بذهاب حملته يوم اليمامة فقد قيل : بلغنا أنه كان أنزل قرآن كثير ، فقتل علماؤه يوم اليمامة ، الذين وعوه ، ولم يعلم بعدهم ولم يكتب ( منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج 2 ص 50 ).

 

- ورواية نقص سورة براءة يؤكدها ( السيوطي في الإتقان ج1 ص 184 ط حديثه ) ، ( حيث قال : قال مالك بن أنس : أن أولها لما سقط سقط معه البسملة فقد ثبت أنها كانت تعدل البقرة لطولها ).

 

- وذكر ( الحاكم أيضاًًً في ج2 ص 305 )، عن أبي نضره قال : قرأت على إبن عباس ( فما إستمتعتم به منهن فأتوهن أجورهم فريضة ) فقال إبن عباس : ( فما إستمتعتم به منهن إلى أجل مسمى ) قال أبو نضره : فقلت : لا تقرؤها كذلك ، فقال إبن عباس : والله لأنها كذلك فأين هي الآن وإذا كانت منسوخة كيف تسنى لإبن عباس قرأتها وعدم علمه بنسخها.

 

- وذكر أيضاًًً في ( ج2 ص 276 ) وعن أبي بن كعب أنه كان يقرأ : ( فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام متتابعات ) ، قال عنه هو والذهبي : أنه حديث صحيح ، ولا وجود لكلمة متتابعات في القرآن ، وذكر في (  ج2 ص 249  ) ، إني أنا الرزاق ذو القوة المتين – وفي القرآن إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين وقال عنه هو والذهبي : أنه حديث صحيح.

 

- وذكر فيج 2 ص 534  ) في تفسير سورة العصر ، عن علي (ر) : أنه قرأ ( والعصر ونوائب الدهر أن الإنسان لفي خسر ) ، حديث صحيح الإسناد وصححه الذهبي ، فأين ذهبت ونوائب الدهر.

 

الخامس : ( إبن ماجه في سننه ج1 ص 626 حديث 1944 باب رضاع الكبير ) ، عن عائشة ( قالت : لقد نزلت آية الرجم ، ورضاعة الكبير عشراًًً ، ولقد كان في صحيفة تحت سريري ، فلما مات رسول الله (ص) وتشاغلنا بموته ، دخل داجن فأكلها ، فأين النسخ يا قوم وهذه الرواية ينقلها ( الدار مي في سننه ج2 ص 157 باب كم رضعة تحرم ) ، ( عن عائشة قالت : نزل القرآن بعشر رضعات معلومات يحرمن ، ثم نسخن بخمس معلومات ، فتوفي رسول الله (ص) وهن مما يقرأ من القرآن ) ، إستمع جيداًً توفي النبي (ص) وهن مما يقرأ من القرآن.



وأما الآن فسوف أمر مروراًً سريعاًًً ببعض الآيات المدعى زيادتها :



آية الرجم : ( الشيخ والشيخة إذا زنيا فإرجموها البتة ) ( مستدرك الحاكم ج2 ص 415 ) و ( البخاري ج8 ص 208 باب رجم الحبلى ) و ( مسلم ج4 ص 217 وج 5 ص 116 ) و ( مسند أحمد ج 1 ص 23 وج5 ص 132 وص 183 ) و ( أبو داود كتاب الحدود ص 23 ) و ( الترمذي الحدود ص 7 ).

 

- آية الرغبة : ( أن لا ترغبوا عن آباءكم فأنه كفر بكم أن ترغبوا عن آباءكم ) ، ( البخاري ج 8 ص 209 إلى 211 ) و ( مسلم ج 4 ص 167 وج 5 ص 116 ) و ( الدر المنثور ج 1 ص 106 ).

 

- آية الجهاد : ( أن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة ) ( منتخب كنز العمال ج2 ص 42 ) و ( الدر المنثور ج1 ص 106 ).

 

- آية الفراش : ( الولد للفراش وللعاهر الحجر ) ، ( تفسير الدر المنثور ج6 ص 199 ).

 

- آية في سورة الليل : ( والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى ) ( البخاري ج 6 ص 561 ) وفي القرآن ( وما خلق الذكر والأنثى ) - ( الليل : 3 ) فأين الناقص.

 

- آية الرضا : ( بلغوا قومنا فقد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه ) ، ( البخاري ج 5 ص 107 ) ، فأين ذهبت.

 

- آية التبليغ : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك أن علياًًً مولى المؤمنين وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ) ، ( تفسير الدر المنثور ج 2 ص 528 ).

 

- آية الأنذار : ( وأنذر عشريتك الأقربين ورهطك منهم المخلصين ) ، ( تفسير الدر المنثور ج 5 ص 182 ).

 

- آية المحافظة على الصلوات : ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين ) ، ( صحيح مسلم ج 1 ص 437 ).

 

- آية ولاية النبي (ص) : ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم ) ، ( منتخب كنز العمال ج 2 ص 43 ).

 

- آية الحمية : ( أنجعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية الجاهلية ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام فأنزل الله سكينته على رسوله ) ( تفسير الدر المنثور ج 6 ص 77 ).

                                                                                                 

- آية الصلاة على النبي (ص) : ( إن الله وملائكته إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا  تسليما وعلى الذين يصلون في الصفوف الأولى ) ، ( الإتقان ج 2 ص 188 ) ، وقالت حميدة : راوية الرواية وهى حميدة بنت أبي يونس مولى عائشة قالت : قرأه على أبي وهو إبن ثمانين سنة ، في مصحف عائشة ( الآية المزعومة ) ثم قالت : قبل أن يغير عثمان المصاحف. ( في طبعة ج 3 ص 73 ).

 

- آية الرضاع : ( عن عائشة : أنها قالت : كان فيما نزل في القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ، ثم نسخن بخمس معلومات ، فتوفى النبي (ص) وهن فيما يقرأ من القرآن ) ، ( صحيح مسلم ج 2 ص 1075 ).

 

- آية القتال : ( وكفى الله المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب ) ، ( تفسير الدر المنثور ج 5 ص 368 ).

 

- القرآن أكثر من مليون حرف : ( فقد أخرج الطبراني بإسناده - عن عمر بن الخطاب أنه قال : القرآن الف الف وسبعة وعشرون الف حرف ، فمن قرأه صابراًً ومحتسباً ، كان له بكل حرف زوجة من حور العين ) ، ( الإتقان طبعة حديثه ج 1 ص 198 ) ، فهذا يساوي ثلاثة أضعاف القرآن الموجود فأين ذهب الباقي.

 

- فقدان سورة بأكملها : ( فقد أخرج مسلم في صحيحة بإسناده ، عن أبي الأسود قال : بعث أبو موسى ، الأشعري إلى قراء أهل البصرة ، فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرأوا القرآن ، فقال : أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم ، فاتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم .. قال : وإنا كنا تقرأ سورة كما نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها ، غير إني قد حفظت منها : ( لو كان لإبن آدم واديان من مال لابتغى وادياًً ثالثاًً ، ولا يملاء جوف إبن أدم إلاّ التراب ) ، وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها غير إني حفظت منها : ( يأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ، فتكتب شهادة في أعناقهم فتسألون عنها يوم القيامة ) ، ( المصدر صحيح مسلم ج 3 ص 100 ).

 

- وأنت خبير بأن هذا الطلب من قبل أبي موسى إنكار وتألم على ما حصل من تركهم القرآن وتلاوته وبالنتيجة قست قلوبهم فنسوا جزاً كبيراًً من القرآن وإلاّ ما هو الدافع لذكر آيات قد نسخت على دعوى النسخ.



- وهناك الكثير من مثل هذه الآيات والسور المزعومة وعندما تناقشهم يقولوا لك أنها نسخت نسخ تلاوة فأقول : إن نسخ التلاوة لا يصمد لأسباب منها :

 

أولاًًًً : إن الذين نقلوا وقوع النقص في القرآن كانوا موجودين حين نزوله على النبي (ص) فلم يدعى أحدهم أن النقص هذا بسبب النسخ ، فكيف علمنا نحن أنه من باب نسخ التلاوة.



ثانياًً : من قال : بالنسخ لم يبين لنا الآيات المنسوخة حتى لا تختلط بغير المنسوخ أولاًًً تسبب لنا إرباك وشك فإذا علمنا ما هو المنسوخ إنتهت المشكلة فلماذا لم ينقل لنا عن النبي (ص) ذلك حتى يعلم.



ثالثاًً : إن الهدف الأساسي من إنزال القرآن هو الإعجاز فلا نعلم إن يشال من القرآن هذا الكم الكبير هل لأنه ما كان فيه إعجاز فلم يعلم به الله ألا بعد إنزاله فقرر تغييره بما هو أبلغ منه وخاصة ذلك الذي رفع رسمه وبقى حكمه كآية الرجم والرضاع وصلاة العصر.



رابعاًًَ : أن النقص المزعوم موقوف على الناقلين له ولم ينسب للنبي (ص) فإذاً معلومية كونه قرآن غير ثابت لأنه خبر آحاد وكونه منسوخ لم يعلم ذلك من النبي (ص) ، فلعله كذب من الناقل على فرض صحة النسبة للراوي.



خامساًً : وجدنا القرآن قد سجل الكثير من الآيات الناسخة لبعض الأحكام مع المنسوخ فكيف جاز هنا رفع هذه الآيات ، ولم يثبت الناسخ لها على أقل تقدير وبقى الحكم قائماًًً ، فلماذا نسخت وما هو الناسخ يا ترى ، وما هى المصلحة.



سادساًً : إن الله سبحانه وتعالى أمر نبيه بأن يقرأ على الناس جميع ما أوحي إليه من ربه ولم يستثنى منه شيئاًً ( أتل ما أوحي إليك من الكتاب ) - ( العنكبوت :  45 ) ، ( وأوحي إلى هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ ) - ( النمل : 19 ) ، ( وإن أتلوا القرآن فمن إهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين ) - ( النمل : 91 ، 92 ).

 

- وأهم الوجوه لنسخ التلاوة – إن كثيراًًً من علماء غير الشيعة أنكروا ما يسمى ( نسخ التلاوة ) :

 

- فقد قال السيوطي في إتقانه : ( حكى القاضي أبوبكر في الإنتصار عن قوم إنكار لهذا الضرب من النسخ ، لأن الأخبار فيه أخبار آحاد ، ولا يجوز القطع على أنزال قرآن ونسخه بأخبار آحاد لا حجة فيه ) ( السيوطي في كتاب الإتقان في علوم القرآن د2 ص 721 ) فإذا هذا أحد كبار علماء إخوتنا السنة ينكر مثل هذا النسخ.



- وقال : ( الشوكاني : في إرشاد الفحول : ص 189 : 190 ) ، منع قوم من نسخ اللفظ مع بقاء حكمه ، وبه جزم شمس الدين السرخسي ، لأنه الحكم لا يثبت بدون دليله.

 

- وحكى ( الزرقاني في مناهل العرفان ، ج2 ص 112 ) ، عن جماعة في منسوخ التلاوة دون الحكم أنه مستحيل عقلاً ، وحكى ، عن آخرين أنهم منعوا وقوعه شرعاًًً.

 

- ونكر ( إبن ظفر في كتابه الينبوع ) : نسخ التلاوة دون الحكم ، وقال : ( لأن خبر الواحد لا يثبت القرآن ).

 

- وممن قد أنكر مثل هذا النسخ ( أبو إسحاق الشيرازي في كتابه التوضيح ) وأنكره أيضاًًً من المتأخرين والمعاصرين :

 

- الشيخ ( علي حسن العريض في كتابه فتح المنان في نسخ القرآن ص 224 وص 226 ).

 

- والشيخ ( محمد الخضري في كتابه تاريخ التشريع الإسلامي ).

 

- والدكتور ( صبحي الصالح في كتابه مباحث في علوم القرآن ص 265 ).

 

- والإستاذ ( مصطفى زيد في كتاب النسخ في القرآن ج 1 ص 283 ).



- ( وإبن الخطيب في كتابه الفرقان ) وغيرهم.



- فإذا كانت هذه النظرية لا يمكن أن تصمد إمام الإعتراضات المثارة عليها وهي منتقدة من غير الشيعة كما مر عليك سابقاًً فإذا لا حل لهذه الأخبار ولكن وعلى فرض لو سلمنا بأن هذه القاعدة تامة رغم ما فيها وما عليها من إشكال فهل هى قادره على حل المشكلة إعتقد لا لماذا لوجود مجموعه من الأخبار لا يمكن أن نحلها بهذه القاعدة وسوف أورد بعضاًًً منها هنا :



أولاًًًً : ففي حديث عروة ، عن خالته عائشة قالت : كانت سورة الأحزاب تقرأ زمن النبيص مأتي آية فلما كتب عثمان المصاحف ، لم نقدر منها إلاّ على ما هو الآن ( الإتقان في علوم القرآن للسيوطي طبعة قديمة ج2 ص 25 والطبعة الحديثة ج 3 ص 72 ) ، ومما سقط منها آية الرجم ( الشيخ والشيخة فأرجموهما البتة بما قضيا من اللذة ) وهذه الآية مروية في صحاح أهل السنة ، ووضح لك من الرواية أنها سقطت في أثناء جمع عثمان للمصاحف وليس في عهد النبي ، وحسب رواية ( إبن ماجه في السنن ج1 ص 625 ح 1944 ) أنها موجودة بعد وفاة النبي عن عائشة.



ثانياًً : آية الرضاع : فعن عائشة : أنها قالت : ( كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ، ثم نسخن بخمس معلومات فتوفي رسول الله (ص) وهن فيما يقرأ من القرآن ) المصدر ، ( صحيح مسلم ج2 ص 1075 ) وغيره وقد مرت عليك فهذا إقرار من السيدة : أن النبي (ص) قد توفى وهن مما يقرأ فمتى حدث النسخ على فرض صحته.



ثالثاًً : آية الرغبة : وعن جماعه من الأصحاب أنه كان من القرآن وقد أسقط فيما أسقط آية ( لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفربكم أن ترغبوا عن آبائكم ) ، ( صحيح البخاري ج 8 ص 208  ) ، فالإسقاط لا يناسب النسخ على الإطلاق ، وراجعها أيضاًًً في ( الإتقان في علوم القرآن ج 2 ص 43 وج 3 ص 83 ).



رابعاًًً : ( آية لو كان لإبن آدم واديان من مال لأبتغى وادياًً ثالثاًً ولا يملأ جوف إبن آدم إلاّ التراب ) ، ( صحيح مسلم ج 2 ص 726 ح 1050 والدر المنثور والإتقان ج 30 ص 83 والدر المنثور ج 6 ص 378 ) ، وقد نص في بعض الأخبار أنها قرآءة أبي وقال الراغب الإصفهاني في محاضرات الأبرار : أنها ثابته في مصحف إبن مسعود ، فمتى تم النسخ إذاً.



خامساًً : آية الجهاد : قال عمر لعبد الرحمن بن عوف ألم تجد فيما أنزل علينا ( أن جاهدوا كما جاهدتم أو مرة ) فأنا لا أجدها ؟ ، قال : أسقطت فيما أسقط من القرآن ( الإتقان في علوم القرآن ج 3 ص 84  ) ووجدنا التعبير بأنها أسقطت ولم تنسخ.



سادساًً : آية الصلاة على النبي (ص) : روى الحافظ جلال الدين السيوطي ، عن حميدة بنت أبي يونس ، قالت : قرأ علي أبي – وهو أبن ثمانين سنة في مصحف عائشة ( أن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وعلى الذين يصلون الصفوف الأول ) قالت : قبل أن يغير عثمان المصاحف ( الإتقان في علوم القرآن ج 3 ص 82 ) ، وهذه كيف تم نسخها في عهد عثمان تفكر جيداًً ثامناًً آية ولاية النبي (ص).



- قال الحافظ السيوطي : أخرج عبدالرزاق وسعيد بن منصور ، وإسحاق بن زاهويه وإبن المنذر والبيهقي ، عن مجالد ، قال : مر عمر بن الخطاب بغلام وهو يقرأ في المصحف ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو آب لهم ) فقال : يا غلام حكها ، فقال : هذا مصحف أبي بن  كعب ، فذهب إليه فسأله ، فقال : إنه كان يلهين القرآن ، ويلهيك الصفق بالأسواق ( الدر المنثور ج 5 ص 183 ).



فنجد أن أبي قد صحح الموقف لعمر بأنه كان يهتم بالقرآن وأن عمر مهتم بالأسواق ، وقد رواها السيوطي ، عن مجموعه من الحفاظ منهم : عبدالرزاق الصنعاني وسعيد بن منصور صاحب السنن وإسحاق بن راهويه شيخ البخاري والحاكم صاحب المستدرك والبيهقي صحاب السنن والقريابي شيخ أحمد والبخاري.



سابعاًً : آية كفى الله المؤمنين القتال بعلي : روى الحافظ جلال الدين السيوطي في تفسيره قوله تعالى : ( كفى الله المؤمنين القتال ) - ( الأحزاب : 25 ) ، عن إبن أبي حاتم وإبن مردويه وإبن عساكر ، عن إبن مسعود : أنه كان يقرأ الآية هكذا : ( كفى الله المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب ) ( الدر المنثور ج 5 ص 192 ) فهل هذا ، عن بعض مرويات الشيعه وإذا علمنا أن هذه الآية في مصحف إبن مسعود فمتى تم النسخ.



ثامناًً :  آية المحافظة على الصلاة الوسطى : ذكر إبن حجر العسقلاني أنه روى مسلم بن الحجاج وأحمد بن حنبل من طريق أبي يونس ، عن عائشة : إنها أمرته أن يكتب لها مصحفاًً فلما بلغت : ( حافظا على الصلوات ) قال : فأملت علي : ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة ( العصر ) ) قالت : سمعتها من رسول الله (ص) ، ( فتح الباري في شرح صحيح البخاري ج 8 ص 158 والموطا ج 1 ص 138 ) ، وقد رواها مالك ، عن عمرو بن نافع قال : كتب مصحفاًً لحفصه ، فقالت : إذا أتيت هذه الآية فآذني ، فأملت على : ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر ) ، ( الموطا ج1 ص 139 ) ، فلماذا كل هذا الإصرار من السيدتين ولو أن هذه الآية منسوخة لعلمتا بذلك لأنهما في بيت النبي (ص) ولأخبر هما النبي (ص) بذلك.



تاسعاًً : آية البلاغ : قال السيوطي : أخرج إبن مردويه ، عن إبن مسعود قال : كنا نقرأ على عهد رسول الله (ص) ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك إن علياًًً مولى المؤمنين وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) ، ( الدر المنثور ج 2 ص 298 ).



- وأخرج الثعلبي في تفسيره بسنده ، عن أبي وائل قال : ( قرأت في مصحف عبدالله بن مسعود : إن الله إصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران وآل محمد على العالمين ) ، وهناك الكثير من هذه النماذج لا يمكن ولا يقدر أي شخص على حملها على النسخ مثل زيادة المعوذتين كما ورد في مصحف إبن مسعود أو تغيير بعض الألفاظ ومن الأمثله على ذلك في سورة الليل والذكر والأنثى بنقصان ( وما خلق ) ( صحيح البخاري ج 6 ص 561  ) ، وروى : أن إبن مسعود كان يحك المعوذتين من المصحف ويقول بزيادتها ( تفسير الدر المنثور ج 6 ص 77 ).



- وعن عروة قال : سألت عائشة عن لحن القرآن ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون ) و ( والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة ) و ( إن هذان لساحران ) ، فقالت : يابن أختي هذا عمل الكتاب أخطوا في الكتابة ، ( تفسير الدر المنثور ج 2 ص 435 ) ، وفي سورة الفاتحة ( صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الصالحين ) ، ( تفسير الدر المنثور ج 1 ص 41 وص 42  ) ، وآية الإحسان ( ووصى ربك ألاّ تعبدوا إلاّ إياه ) ( تفسير الدر المنثور ج 4 ص 309 )، فراجع لترى أيها السائل بأم عينك ماذا موجود لديكم.

 

- وسوف أضيف اليكم موقف الشيعة في نسخ التلاوة ، وسوف أنقل لكم قول أحد الأعلام في المذهب حول نسخ التلاوة وهو المرحوم آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي كما في كتابه ( البيان في تفسير القرآن ص277 ).

 

يقول السيد المعنى اللغوي والإصطلاحي للنسخ  ، إمكان النسخ ، وقوعه في التوراة ، وقوعه في الشريعة الإسلامية ، أقسام النسخ ثلاثة ، الآيات المدعي نسخها وإثبات أنها محكمة ، آية المتعة ودلالتها على جواز نكاح المتعة ، الرجم على المتعة ، فتوى أبي حنيفة  بإسقاط حد الزنا بالمحارم إذا عقد عليها ، فتواه بسقوط  الحد إذا إستأجر إمرأة فزنى بها ، نسبة هذه الفتوى إلى عمر ، مزاعم حول المتعة ، تعصب مكشوف حول ترك الصحابة العمل بآية النجوى ، كلام الرازي والرد عليه.

                                                                                      

- في كتب التفسير وغيرها آيات كثيرة أدعى نسخها ، وقد جمعها ( أبوبكر النحاس في كتابه  الناسخ والمنسوخ ) فبلغت  138 آية ، وقد عقدنا هذا البحث لنستعرض جملة من تلك الآيات المدعى نسخها ولنتبين فيها أنه ليست – في واقع الأمر --  واحدة منها منسوخة ، فضلاً عن جميعها  ، وقد إقتصرنا على ( 36 ) آية منها ، وهي التي أستدعت المناقشة والتوضيح لجلاء الحق فيها ، وأما سائر الآيات فالمسألة فيها أوضح من أن يستدل على عدم وجود نسخ فيها.



النسخ في اللغة :



- هو الإستكتاب ، كالإستنساخ  والإنتساخ ، وبمعنى النقل والتحويل ، ومنه تناسخ المواريث والدهور ، وبمعنى الأزالة ، ومنه نسخت الشمس الظل ، وقد كثر إستعماله في هذا المعنى في ألسنة الصحابة والتابعين فكانوا يطلقون على المخصص والمقيد لفظ الناسخ.



النسخ في الإسطلاح :



- هو رفع أمر ثابت في الشريعة المقدسة بأرتفاع أمده وزمانه ، سواء أكان ذلك الأمر المرتفع من الأحكام التكليفيه أم الوضعيه ، وسواء أكان من المناصب الألهيه أم من غيرها من الأمور التي ترجع إلى الله تعالى بما إنه شارع ، وهذا الأخير كما في نسخ القرآن من حيث التلاوة فقط ، وإنما قيدنا الرفع بالأمر الثابت في الشريعة ليخرج به إرتفاع الحكم بسبب إرتفاع موضوعه خارجاً ، كإرتفاع وجوب الصوم بإنتهاء شهر رمضان ، وإرتفاع وجوب الصلاة بخرج وقتها ، وإرتفاع ما لكية شخص لماله بسبب موته ، فأن هذا النوع من إرتفاع الأحكام لا يسمى نسخاً ، ولا إشكال في امكانه ووقوعه ، ولا خلاف فيه من أحد.



ولتوضيح ذلك نقول : أن الحكم المجعول في الشريعة المقدسة له نحوان من الثبوت :



أحدهما : ثبوت ذلك الحكم في عالم التشريع والأنشاء ، والحكم في هذه المرحلة يكون مجعولاً على نحو القضية الحقيقية ، ولا فرق في ثبوتها بين وجدود الموضوع في الخارج وعدمه ، وإنما يكون قوام الحكم بفرض وجود الموضوع.

فإذا قال الشارع : شرب الخمر حرام -- مثلاًً -- فليس معناه أن هنا خمراً في الخارج ، وأن هذا الخمر محكوم بالحرمة ، بل معناه أن الخمر متى ما فرض وجوده في الخارج فهو محكوم بالحرمة في الشريعة سواء أكان في الخارج خمر بالفعل أم لم يكن ، ورفع هذا الحكم في هذه المرحلة لا يكون إلاّ بالنسخ.



وثانيهما : ثبوت ذلك الحكم في الخارج بمعنى أن الحكم في الخارج بمعنى أن الحكم يعود فعليا بسبب فعلية موضوعه خارجاً ، كما إذا تحقق وجود الخمر في الخارج ، فإن الحرمة المجعولة في الشريعة للخمر تكون ثابتة له بالفعل ، وهذه الحرمة تستمر بإستمرار موضوعها ، فإذا إنقلب خلا فلا ريب في إرتفاع تلك الحرمة الفعلية التي ثبتت له في حال خمريته ، ولكن إرتفاع هذا الحكم ليس من النسخ في شئ ، ولا كلام لأحد في جواز ذلك ولا في وقوعه ، وإنما الكلام في القسم الأول ، وهو رفع الحكم عن موضوعه في عالم التشريع والأنشاء.



إمكان النسخ :



- المعروف بين العقلاء من المسلمين وغيرهم جواز النسخ بالمعنى المتنازع فيه رفع الحكم عن موضوعه في عالم التشريع والأنشاء وخالف في ذلك اليهود والنصارى فأدعوا إستحالة النسخ ، وإستندوا في ذلك إلى شبهة هي أوهن من بيت العنكبوت.



وملخص هذه الشبهة :



- أن النسخ يستلزم عدم حكمة الناسخ ، أو جهله بوجه الحكمة ، وكلا هذين اللاّزمين مستحيل في حقه تعالى ، وذلك لأن تشريع الحكم من الحكيم المطلق لابد وأن يكون على طبق مصلحة تقتضيه ، لأن الحكم الجزافي ينافي حكمة جاعله ، وعلى ذلك فرفع هذا الحكم الثابت لموضوعه أما أن يكون مع بقاء الحال على ماهوعليه من وجه المصلحة وعلم ناسخه بها ، وكشف الخلاف على ما هو الغالب في الأحكام والقوانين العرفية ، وهو يستلزم الجهل منه تعالى ، وعلى ذلك فيكون وقوع النسخ في الشريعة محالا لأنه يستلزم المحال.



والجواب : أن الحكم المجعول من قبل الحكيم قد لا يراد منه البعث ، أو الزجر الحقيقيين كالأوامر التي يقصد بها الأمتان ، وهذا النوع من الأحكام يمكن إثباته أولاًًً ثم رفعه ، ولا مانع من ذلك ، فإن كلا من الإثبات والرفع في وقته قد نشأ عن مصلحة وحكمة ، وهذا النسخ لا يلزم منه خلاف الحكمة ، ولا ينشأ من البداء الذي يستحيل في حقه تعالى.



وقد يكون الحكم المجعول حكماً حقيقياً ، ومع ذلك ينسخ بعد زمان ، لا بمعنى أن الحكم بعد ثبوته يرفع في الواقع ونفس الأمر ، كي يكون مستحيلا على الحكيم العالم بالواقعيات ، بل هو بمعنى أن يكون الحكم المجعول مقيداً بزمان خاص معلوم عند الله ، مجهول عند الناس ، ويكون إرتفاعه بعد إنتهاء ذلك الزمان ، لإنتهاء أمده الذي قيد به ، وحلول غايته الواقعية التي أنيط بها.



والنسخ بهذا المعنى ممكن قطعاً ، بداهة : أن دخل خصوصيات الزمان في مناطات الأحكام مما لا يشك في عاقل ، فأن يوم السبت ، مثلاًً في شريعة موسى (ع) قد أشتمل على خصوصية تقتضي جعله عيداً لأهل تلك الشريعة دون بقية الأيام ، ومثله يوم الجمعة في الإسلام ، وهكذا الحال في أوقات الصلاة والصيام والحج ، وإذا تصورنا وقوع مثل هذا في الشرائع فلنتصور أن تكون للزمان خصوصية من جهة إستمرار الحكم وعدم إستمراره ، فيكون الفعل ذا مصلحة في مدة معينة ، ثم لا تترتب عليه تلك المصلحة بعد إنتهاء تلك المدة ، وقد يكون الأمر بالعكس.



وجملة القول : إذا كان من الممكن أن يكون للساعة المعينة ، أو اليوم المعين أو الأسبوع المعين ، أو الشهر المعين تأثير في مصلحة الفعل أو مفسدته أمكن دخل السنة في ذلك أيضاًً ، فيكون الفعل مشتملاً على مصلحة في سنين معينة ، ثم لا تترتب عليه تلك المصلحة بعد إنتهاء تلك السنين ، وكما يمكن أن يقيد إطلاق الحكم من غير جهة الزمان بدليل منفصل ، فكذلك يمكن أن يقيد إطلاقه من جهة الزمان أيضاًً بدليل منفصل ، فكذلك يمكن أن يقيد إطلاقه من جهة الزمان أيضاًً بدليل منفصل ، فإن المصلحة قد تقتضي بيان الحكم على جهة العموم أو أتعرض ،  مع أن المراد الواقعي هو الخاص أو المقيد ، ويكون بيان التخصيص أو التقييد بدليل منفصل.



فالنسخ في الحقيقة تقييد لإطلاق الحكم من حيث الزمان ولا تلزم منه مخالفة الحكمة ولا البداء بالمعنى المستحيل في حقه تعالى ، وهذا كله بناء على أن جعل الأحكام وتشريعها مسبب عن مصالح أو مفاسد تكون في نفس العمل ، وأما على مذهب من يرى تبعية الأحكام لمصالح في الأحكام أنفسها فإن الأمر أوضح ، لأن الحكم الحقيقي على هذا الرأي يكون شأنه شأن الأحكام الإمتحانية.

 

النسخ في الشريعة الإسلامية :



- لا خلاف بين المسلمين في وقوع النسخ ، فإن كثيراًً من أحكام الشرائع  السابقة قد نسخت بأحكام الشريعة الإسلامية ، وأن جملة من أحكام هذه الشريعة قد نسخت بأحكام أخرى من هذه الشريعة نفسها ، فقد صرح القرآن الكريم بنسخ حكم التوجه في الصلاة إلى القبلة الأولى ، وهذا مما لا ريب فيه ، وإنما الكلام في أن يكون شئ من أحكام القرآن منسوخاً بالقرآن ، أو بالسنة القطعية ، أو بالإجماع ، أو بالعقل ، وقبل الخوض في البحث عن هذه الجهة يحسن بنا أن نتكلم على أقسام النسخ ، فقد قسموا النسخ في القرآن إلى ثلاثة أقسام :



1 - نسخ التلاوة دون الحكم :



- وقد مثلوا لذلك بآية الرجم فقالوا : إن هذه الآية كانت من القرآن ثم نسخت تلاوتها وبقي حكمها ، وقد قدمنا لك في بحث التحريف أن القول بنسخ التلاوة هو نفس القول بالتحريف ، وأوضحنا أن مستند هذا القول أخبار آحاد وأن أخبار الآحاد لا أثر لها في أمثال هذا المقام.

 

فقد إجمع المسلمون على أن النسخ لا يثبت بخبر الواحد كما إن القرآن لا يثبت به ، والوجه في ذلك - مضافاً إلى الإجماع – أن الأمور المهمة التي جرت العادة بشيوعها بين الناس ، وانتشار الخبر عنها على فرض وجودها لا تثبت بخبر الواحد فإن اختصاص نقلها ببعض دون بعض بنفسه دليل على كذب الراوي أو خطئه وعلى هذا فكيف يثبت بخبر الواحد أن آية الرجم من القرآن ، وإنها قد نسخت تلاوتها ، وبقي حكمها ، نعم قد تقدم أن عمر أتى بآية الرجم وإدعى أنها من القرآن فلم يقبل قوله المسلمون ، لأن نقل هذه الآية كان منحصراً به ، ولم يثبتوها في المصاحف ، فالتزم المتأخرون بأنها آية منسوخة التلاوة باقية الحكم.



2 - نسخ التلاوة والحكم :



- ومثلوا لنسخ التلاوة والحكم معاً بما تقدم نقله عن عائشة في الرواية العاشرة من نسخ التلاوة في بحث التحريف ، والكلام في هذا القسم كالكلام على القسم الأول بعينه.



3 - نسخ الحكم دون التلاوة :



- وهذا القسم هو المشهور بين العلماء والمفسرين ، وقد الف فيه جماعة من العلماء كتباً مستقلة ، وذكروا فيها الناسخ والمنسوخ ، منهم العالم الشهير أبو جعفر النحاس ، لحافظ المظفر الفارسي ، وخالفهم في ذلك بعض المحققين ، فأنكروا وجود المنسوخ في القرآن.



وقد إتفق الجميع على إمكان ذلك ، وعلي وجود آيات من القرآن ناسخة لأحكام ثابتة في الشرائع السابقة ، ولأحكام ثابتة في صدر الإسلام ، ولتوضيح ما هو الصحيح في هذا المقام نقول : إن نسخ الحكم الثابت في القرآن يمكن أن يكون على أقسام ثلاثة :



1 - إن الحكم الثابت بالقرآن ينسخ بالسنة المتواترة ، أو بالإجماع القطعي الكاشف عن صدور النسخ عن المعصوم (ع) وهذا القسم من النسخ لا إشكال فيه عقلاً ونقلاً ، فإن ثبت في مورد فهو المتبع ، وإلاّ فلا يلتزم بالنسخ ، وقد عرفت أن النسخ لا يثبت بخبر الواحد.

 

2 - إن الحكم الثابت بالقرآن ينسخ بآية أخرى منه ناظرة إلى الحكم المنسوخ ، ومبينة لرفعه ، وهذا القسم أيضاًً لا إشكال فيه ، وقد مثلوا لذلك بآية النجوى سيأتي الكلام عليها إن شاء الله تعالى.



3 - إن الحكم الثابت بالقرآن ينسخ بآية أخرى غير ناظرة إلى الحكم السابق ، ولا مبينة لرفعه ، وإنما يلتزم بالنسخ لمجرد التنافي بينهما فيلتزم بأن الآية المتأخرة ناسخة لحكم الآية المتقدمة.



والتحقيق : أن هذا القسم من النسخ غير واقع في القرآن ، كيف وقد قال الله عز وجل : ( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه إختلافاً كثيراًً ) - ( النساء : 82 )



ولكن كثيراًً من المفسرين وغيرهم لم يتأملوا حقالتأمل في معاني الآيات الكريمة ، فتوهموا وقوع التنافي بين كثير من الآيات ، والتزموا لأجله بأن الآية المتأخرة ناسخة لحكم الآية المتقدمة ، وحتى أن جملة منهم جعلوا من التنافي ما إذا كانت إحدى الآيتين قرينة عرفية على بيان المراد من الآية الأخرى ، كالخاص بالنسبة إلى العام ، وكالمقيد بالإضافة إلى المطلق ، والتزموا بالنسخ في هذه الموارد وما يشبهها ، ومنشأ هذا قلة التدبر ، أو التسامح في إطلاق لفظ النسخ بمناسبة معناه اللغوي ، وإستعماله في ذلك وإن كان شائعاً قبل تحققالمعنى المصطلح عليه ، ولكن إطلاقه - بعد ذلك - مبني على التسامح لا محالة.

 

وأما الآن فسوف أنقل بعض أقوال من يقولون بالتحريف عند غير الشيعة : من علماء أهل السنة :



- قال : ( الرافعي في إعجاز القرآن ص 41 ) فذهب جماعه ، عن أهل الكلام – ممن لا صناعة لهم إلاّ الظن والتأويل وإستخراج الأساليب الجدلية من كل حكم وكل قول – إلى جواز أن يكون قد سقط عنهم من القرآن شئ ، حملا على ما وصفوا من كيفية جمعه.



- وقال : ( القرطبي في الجامع لأحكام القرآن ج 1 ص 84 ) ، قال أبو عبيد : وقد حدثت ، عن يزيد بن زريع ، عن عمران بن جرير ، عن أبي مجلز ، قال : قوم على عثمان رحمة الله بحقهم – جمع القرآن ، ثم قرأوا بما نسخ.



وقال : ( القرطبي أيضاًًً في الجامع لأحكام القرآن ج 1 ص 81 – 82 ) ، قال الإمام أبوبكر محمد بن القاسم بن بشار بن محمد الأنباري : ولم يزل أهل الفضل والعقل يعرفون من شرف القرآن وعلو منزلته ما يوجبه الحق والإنصاف والديانة ، وينفون عنه قول المبطلين وتمويه الملحدين وتحريف الزائغين ، حتى نبغ في زماننا هذا زائغ زاغ ، عن الملة وهجم على الأمة بما يحاول به إبطال الشريعة التي لا يزال الله يؤيدها ويثبت أسَّها وينمى فرعها ويحرسها عن معايب أولى الجنف والجور ومكائد أهل العداوة والكفر ، فزعم أن المصحف الذي جمعه عثمان (ر) بإتفاق أصحاب رسول الله (ص) على تصويبه فيما فعل لا يشتمل على جميع القرآن ، إذ كان سقط منه خمسمائه حرف ، قد قرأت ببعضها وسأقرأ ببقيتها.



- فمنها ( والعصر ونوائب الدهر ) فقد سقط من القرآن على جماعة المسلمين ( ونوائب الدهر ).



- ومنها ( حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وإزينت وظن أهلها إنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاًً أو نهاراًً فجعلناها حصيداً كان لم تغني بالأمس وما كان الله ليهلكها إلاّ بذنوب أهلها ) فإدعى هذا الإنسان أنه سقط عن أهل الإسلام من القرآن ( وما كان الله ليهلكها إلاّ بذنوب أهلها ) وذكر مما يدعى حروفاً كثيرة.



- وقال : ( الشعراني في كتابه الكبريت الأحمر المطبوع على هامش اليواقيت والجواهر ص 143 ) ولولا ما يسبق للقلوب الضعيفة ووضع الحكمة في غير أهلها لبينت جميع ما سقط من مصحف عثمان.



- وذكر ( الزرقاني مناهل العرفان ج 1 ص244  ) ، بيان الأقوال في معنى حديث نزول القرآن على سبعة أحرف ، فراجع تجد ما ينبهك من غفلتك وإتهام الآخرين وهناك أقوال كثيرة لا تناسب هذه الرسالة المختصرة.



بقى أن نشير إلى بعض المرويات في كتب الشيعة ولقد أشار السائل إلى مجموعه من الكتب والروايات ولمعلومية السائل فقط أقول بأنه نحن لا يهمنا الكتاب والراوي كثير في مسألة التحريف لأن القاعدة التي نعتمد عليها وهى كل ما خالف كتاب الله مرفوض ، ومع ذلك أمر على ما ذكر مروراًً سريعاًًً قال : – أقوال بعض علمائهم.

 

1 -  قال : ( علي بن إبراهيم القمي في مقدمة تفسيره ج1 ص 36 ، 37 ) ، وأما ما هو على خلال ما إنزل فهو قوله : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون ، عن المنكر وتؤمنون بالله ) فقال أبوعبدالله لقارئي هذه الآية : خير أمه يقتلون أمير المؤمنين ، والحسن والحسين ؟ فقيل له : وكيف نزلت يا بن رسول الله (ص) ؟ ، فقال : إنما نزلت ( كنتم خير أئمة أخرجت للناس ) أقول : نعم ورد ذلك مسنداً في تفسير القمي ومرسلاً في تفسير العياشي – وهذا يحتمل أمرين :



الأول : أنها القراءة الصحيحة ، ففي مرسلة العياشي  : أنها قراءة علي (ع) كذا ، وعلى هذا الأخير في الإختلاف في القراءة وليست هي من التحريف في شئ.



الثاني :  أن يكون من باب التفسير والإيضاح أي أن المراد هو من الآية أئمة الأمة وقادتها ، وقد أشارت بعض الأخبار إلى الأمر الثاني منها :



- ما رواه الكليني في الكافي بإسناده ، عن الإمام الصادق (ع) وقد سئل عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، أواجب هو على الأمة جميعاًًًً ؟ ، قال : لا ، قيل ولما ؟.. قال : أنما هو على القوي المطاع ، العالم بالمعروف والمنكر لا على الضعيف الذي لا يهتدي سبيلاً إلى أي من أي يقول : من الحق إلى الباطل ، وقال (ع) والدليل على ذلك كتاب الله عز وجل قوله : ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) قال : فهذا خاص غير عام : كما قال الله عز وجل ( ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ) ولم يقل على أمة موسى ولا على كل قومه ، وهم يومئذ أمم مختلفة ، والأمة واحد فصاعداًً ، كما قال الله عز وجل ( إن إبراهيم كان أمة قانتا ... ) يقول : مطيعاً لله عز وجل ... إلخ

( تفسير البرهان ج1 ص 307 – 309 ) ، وفي تفسير العياشي بعض الأخبار المثيرة إلى ذلك مع ملاحظه سريعة وهى أن مقدمة تفسير القمي لم يعلم أنها فعلاً له لجهالة الراوي ، عن أبي الفضل العباسي بن محمد العلوي حيث يقول ، حدثني : أبو الفضل فمن هو هذا كما إن أبا الفضل مجهول.







المخالف : قال : نعمة الله الجزائري في ( الأنوار النعمانية ج1 ص 79 ) ، ( ولا تعجب من مكثرة الأخبار الموضوعة فأنهم بعد النبي (ص)  قد غيروا في الدين ما هو أعظم من هذا كتغييرهم القرآن وتحريف كلماته ، وحذف ما فيه من مدائح آل الرسول (ص) والأئمة الطاهرين )؟.



الموالي : أقول كتاب الأنوار النعمانية كتاب قصص لا يحتج به نعم هناك مرويات صحيحة وردت في الكافي يشير ضامرها إلى سقوط إسم أمير المؤمنين علي (ع) من بعض الآيات ولكن لو وضعنا الأخبار بعضها إلى بعض لبين منها أن المراد هو التفسير والتوضيح للمراد من تلك الآيات والدليل على هذا القول : هذه الرواية فقد روى ( الكليني في الكافي ج 1 ص 286 ) ، عن أبي بصير ، قال : سألت أبا عبدالله (ع) عن قوله تعالى : ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم ) - ( النساء : 59 ) قال : نزلت في علي والحسن والحسين (ع) قلت : أن الناس يقولون : فما باله لم يسم علياًًً وأهل بيته في كتاب الله ؟ ، قال : فقولوا لهم : أن رسول الله (ص) نزلت عليه الصرة ولم يسمِّ لهم ثلاثاًًً ولا أربعاًًً حتى كان رسول الله (ص) هو الذي فسر لهم ذلك فتأمل أخي.

 

أقول : إن المرويات الأخرى الواردة عنه (ص) يقصد بها غير التفسير لقال : للسائل لقد ورد ذكرهم في القرآن ولكن حرف من قبل القوم.

ثم أشار السائل إلى كثير من هذه المرويات رددت عليها في ما مضى ولكن بقيت الروايات التي تقول بأنه لم يجمع القرآن كما نزل إلاّ الأئمة (ع) فهل في مثل هذه الروايات أي تحريف ، وهل أنت وأنا وغيرنا يعتقد أن القرآن الذي بين أيدينا جمع كما نزل فالمفروض أن يكون المكي كله قبل المدني والمنسوخ قبل الناسخ وهكذا.



بقى أن أشير إلى هذه الرواية التي وردت في الكافي وأحدثت ضجة كبيرة وهى : ( عن أبي عبدالله (ع) قال : أن القرآن الذي جاء به جبرئيل إلى محمد (ص) سبعة عشر الف آية ) ( أصول الكافي ج2 ص 634 رقم 28 ) ولكن بتتبع كلمات الشراح والمعلقين على هذه الرواية ينتهي الإستغراب فقد جزم ( المولى أبو الحسن الشعراني في تعليقته على شرح الكافي للمولى صالح المازندراني في هامش شرح الأصول للمازندراني ج 11 ص 76  ) بأن لفظة ( عشر ) من زيادة النساخ أو الرواة ، والأصل هى سبعة الآف عدداًً تقريباًً ينطبق مع الواقع بالتقريب ) ويؤيده أن صاحب الوافي المولى محسن الفيض نقل الحديث عن الكافي بلفظ ( سبعة الآف آية ) من غير ترديد .... ) راجع ( هامش الوافي المجلد الثاني الجزء الخامس ص 232 – 234 – تعليقة الشعراني على الوافي ).



- كيفية جمع القرآن كما يدعيه القوم : كلام القوم في كيفية جمع القرآن والتناقض الواضح والذي يدل على أن القرآن غير متواتر بل لعله ناقص والعياذ بالله وهذا الأمر إستغل من قبل غير المسلمين للطعن في القرآن وكل من يطلع على هذه الروايات فإنه سوف يطعن في القرآن وهذه نبذة من أقوالهم ومروياتهم في كيفية ، جمع القرآن الكريم :



- الجمع في زمن أبي بكر :



ففي البخاري : ( 3 باب جمع القرآن ) ، 4701 - حدثنا : موسى بن إسماعيل ، عن إبراهيم بن سعد ، حدثنا : بن شهاب ، عن عبيد بن السباق أن زيد بن ثابت (ر) قال : أرسل إلي أبوبكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده ، قال أبوبكر (ر) : أن عمر آتاني فقال : إن القتل قد إستحر يوم اليمامة بقراء القرآن وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن قلت لعمر كيف تفعل شيئاًً لم يفعله رسول الله (ص) قال عمر هذا والله خير فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر ، قال زيد : قال أبوبكر إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله (ص) فتتبع القرآن فاجمعه فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن ، قلت : كيف تفعلون شيئاًً لم يفعله رسول الله ، قال : هو والله خير فلم يزل أبوبكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر (ر) فتتبعت القرأن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم ) حتى خاتمة براءة فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ، ثم عند عمر حياته ثم عند حفصة بنت عمر (ر) المصدر ، ( صحيح البخاري ج:4 ص:1907 ).



- 4703 - حدثنا : يحيى بن بكير ، حدثنا : الليث ، عن يونس ، عن بن شهاب : أن بن السباق قال : إن زيد بن ثابت قال : أرسل إلي أبوبكر (ر) قال : إنك كنت تكتب الوحي لرسول الله (ص) فاتبع القرآن فتتبعت حتى وجدت آخر سورة التوبة آيتين مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدهما مع أحد غيره ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم ) إلى آخره المصدر : ( صحيح البخاري ج:4 ص:1908 ).



- 6768  - حدثنا : محمد بن عبيد الله أبو ثابت ، حدثنا : إبراهيم بن سعد ، عن بن شهاب ، عن عبيد بن السباق ، عن زيد بن ثابت قال : بعث إلي أبوبكر مقتل أهل اليمامة وعنده عمر فقال أبوبكر إن عمر آتاني فقال : إن القتل قد إستحر يوم اليمامة بقراء القرآن وإني أخشى أن يستحر القتل بقراء القرآن في المواطن كلها فيذهب قرآن كثير وأني أرى أن تأمر بجمع القرآن قلت : كيف أفعل شيئاًً لم يفعله رسول الله ، فقال عمر هو والله خير فلم يزل عمر يراجعني في ذلك حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر عمر ورأيت في ذلك الذي رأى عمر ، قال زيد : قال أبوبكر وإنك رجل شاب عاقل لا نتهمك قد كنت تكتب الوحي لرسول الله ، فتتبع القرآن فأجمعه ، قال زيد فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان بأثقل علي مما كلفني من جمع القرآن قلت : كيف تفعلأن شيئاًً لم يفعله رسول الله ، قال أبوبكر هو والله خير فلم يزل يحث مراجعتي حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر ورأيت في ذلك الذي رأياً فتتبعت القرأن أجمعه من العسب والرقاع واللخاف وصدور الرجال فوجدت في آخر سورة التوبة ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم ) إلى آخرها مع خزيمة أو أبي خزيمة فألحقتها في سورتها فكانت الصحف عند أبي بكر حياته حتى توفاه الله عز وجل ، ثم عند عمر حياته حتى توفاه الله ، ثم عند حفصة بنت عمر قال محمد بن عبيد الله اللخاف يعني الخزف المصدر : ( صحيح البخاري ج:6 ص:2629 ) ، ( صحيح إبن حبان ج:10 ص:360 ) و ( السنن الكبرى ج:5 ص:7  ) و ( سنن البيهقي الكبرى ج:2 ص:40  ) و ( مسند أبي بكر ج:1 ص:98 ) و ( مسند أبي يعلى ج:1 ص:91 ).



- وفي الإتقان : 756 - وأخرج إبن أبي داود أيضاًً من طريق هشام بن عروة ، عن أبيه : أن أبابكر قال : لعمر ولزيد إقعدا على باب المسجد فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فإكتباه ، رجاله ثقات مع إنقطاعه المصدر : ( الإتقان في علوم القرآن - السيوطي ج:1 ص:162 ).



- وفي فتح الباري : وعند بن أبي داود أيضاًً من طريق هشام بن عروة ، عن أبيه : أن أبابكر قال : لعمر ولزيد إقعدا على باب المسجد فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فإكتباه ورجاله ثقات مع إنقطاعه وكان المراد بالشاهدين الحفظ المصدر : ( فتح الباري ج:9 ص:14 ).



- وفي تحفة الأحوذي : وعند بن أبي داود أيضاًً من طريق هشام بن عروة ، عن أبيه : أن أبابكر قال : لعمر ولزيد إقعدا على باب المسجد فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فإكتباه ورجاله ثقات مع انقطاعه المصدر : ( تحفة الأحوذي ج:8 ص:408 ).



- وفي الإتقان : 761 - وقد أخرج إبن اشته في المصاحف ، عن الليث بن سعد قال : أول من جمع القرآن أبوبكر وكتبه زيد وكان الناس يأتون زيد بن ثابت فكان لا يكتب آية إلاّ بشاهدي عدل وأن آخر سورة براءة لم توجد إلاّ مع خزيمة بن ثابت فقال : أكتبوها فأن رسول الله ، جعل شهادته بشهادة رجلين فكتب وإن عمر أتي بآية الرجم فلم يكتبها لأنه كان وحده المصدر : ( الإتقان في علوم القرآن - السيوطي ج:1 ص:163 ).



- وفي الدر المنثور : وأخرج إبن الأنباري في المصاحف من طريق سليمان بن أرقم ، عن الحسن وإبن سيرين وإبن شهاب الزهري وكان الزهري أشبعهم حديثاًًًً قالوا : لما أسرع في قتل قراء القرآن يوم اليمامة قتل معهم يومئذ أربعمائة رجل لقي زيد بن ثابت عمر بن الخطاب ، فقال له : إن هذا القرآن هو الجامع لديننا فإن ذهب القرآن ذهب ديننا وقد عزمت على أن أجمع القرآن في كتاب ، فقال له أنتظر حتى نسأل أبابكر فمضيا إلى أبي بكر فأخبراه بذلك ، فقال : لا تعجل حتى أشاور المسلمين ثم قام خطيباً في الناس فأخبرهم بذلك فقالوا أصبت ، فجمعوا القرآن وأمر أبوبكر منادياً فنادى في الناس من كان عنده من القرآن شيء فليجيء به ، قالت : حفصة إذا إنتهيتم إلى هذه الآية فأخبروني ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ) فلما بلغوا إليها قالت : إكتبوا ( والصلاة الوسطى وهي صلاة العصر ) فقال لها عمر : ألك بهذا بينة قالت : لا ، قال : فوالله لا ندخل في القرآن ما تشهد به إمرأة بلا إقامة بينة المصدر : ( الدر المنثور ج:1 ص:722 ).



- الجمع زمن عمر :



- ففي فتح الباري : وعند بن أبي داود أيضاًً في المصاحف من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال : قام عمر فقال : من كان تلقى من رسول الله ، شيئاًً من القرآن فليأت به وكانوا يكتبون ذلك في الصحف والألواح والعسب قال : وكان لا يقبل من أحد شيئاًً حتى يشهد شاهدان وهذا يدل على أن زيداًً كان لا يكتفي بمجرد وجدانه مكتوباًً حتى يشهد به من تلقاه سماعاً مع كون زيد كان يحفظه وكان يفعل ذلك مبالغة في الإحتياط المصدر ، ( فتح الباري ج:9 ص:14 ).



- وفي تحفة الأحوذي : وعند بن أبي داود في المصاحف من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال : قام عمر فقال : من كان تلقى من رسول الله شيئاًً من القرآن فليأت به وكانوا يكتبون ذلك في الصحف والألواح والعسب قال : وكان لا يقبل من أحد شيئاًً حتى يشهد شاهدان ، وهذا يدل على أن زيداًً كان لا يكتفي بمجرد وجدانه مكتوباًً حتى يشهد به من تلقاه سماعاً مع كون زيد كان يحفظه وكان يفعل ذلك مبالغة في الإحتياط المصدر ، ( تحفة الأحوذي ج:8 ص:408 ).



- وفي تاريخ دمشق : ، أخبرنا : أبوبكر محمد بن عبدالباقي ، أنا : الحسن بن علي ، أنا : أبو عمر بن حيوية ، أنا : أحمد بن معروف ، أنا : الحسين بن الفهم ، نا : محمد بن سعد ، أنا : عارم بن الفضل ، نا : حماد بن زيد ، عن أيوب وهشام ، عن محمد بن سيرين قال : قتل عمر ولم يجمع القرآن المصدر ، ( تاريخ مدينة دمشق ج:44 ص:376 ).



- وفي الطبقات الكبرى : قال : ، أخبرنا : عارم بن الفضل قال : ، أخبرنا : حماد بن زيد ، عن أيوب وهشام ، عن محمد بن سيرين قال : قتل عمر ولم يجمع القرآن المصدر ، ( الطبقات الكبرى ج:3 ص:294 ).



- وفي ( أخبار المدينة : 1165 ) - حدثنا : إبراهيم بن المنذر قال : ، حدثنا : عبد الله بن وهب قال : أخبرني : عمر بن طلحة الليثي ، عن محمد بن عمرو بن علقمة ، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال : أراد عمر (ر) : أن يجمع القرآن فقام في الناس فقال : من كان تلقى من رسول الله شيئاًً من القرآن فليأتنا به وكان كتبوا ذلك في الصحف والألواح والعُسُب وكان لا يقبل من أحد شيئاًً حتى يشهد شهيدان فقتل عمر (ر) قبل أن يجمع ذلك إليه.



- 1165 - حدثنا : إبراهيم بن المنذر قال : ، حدثنا : عبد الله بن وهب قال : أخبرني : عمر بن طلحة الليثي ، عن محمد بن عمرو بن علقمة ، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال : أراد عمر (ر) : أن يجمع القرآن فقام في الناس فقال : من كان تلقى من رسول الله شيئاًً من القرآن فليأتنا به وكان كتبوا ذلك في الصحف والألواح والعُسُب وكان لا يقبل من أحد شيئاًً حتى يشهد شهيدان فقتل عمر (ر) قبل أن يجمع ذلك إليه المصدر : ( أخبار المدينة ج:1 ص:374 ).



- 1166 - حدثنا : هارون بن عمر الدمشقي قال : ، حدثنا : ضمرة بن ربيعة ، عن إسماعيل بن عياش ، عن عمر بن محمد ، عن أبيه قال : جاءت الأنصار إلى عمر (ر) فقالوا نجمع القرآن في مصحف واحد فقال : إنكم أقوام في ألسنتكم لحن وإني أكره أن تحدثوا في القرآن لحنا فأبى عليهم المصدر : ( أخبار المدينة ج:1 ص:374 ).



- وفي تاريخ مدينة دمشق : يحيى بن جعدة قال : كان عمر لا يقبل آية من كتاب الله عز وجل حتى يشهد عليها شاهدان فجاء رجل من الأنصار بآيتين فقال عمر : لا أسألك عليهما شاهداً غيرك ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم ) إلى آخر السورة.



- أخبرنا : أبوبكر بن المزرفي ، أنا : أبو جعفر بن المسلمة ، أنا : أبو عمر وعثمان بن محمد بن القاسم الأدمي ، نا : أبوبكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، نا : أبو الطاهر ، أنا : إبن وهب ، أخبرني : عمرو بن محمد بن طلحة الليثي ، عن محمد بن عمرو بن علقمة ، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال : أراد عمر بن الخطاب أن يجمع القرآن فقام في الناس فقال : من ، كان تلقى من رسول الله ، شيئاًً من القرآن فليأتنا به وكانوا كتبوا ذلك في الصحف والألواح والعسب وكان لا يقبل من أحد شيئاًً حتى يشهد شهيدان فقتل وهو يجمع ذلك فقام عثمان بن عفان فقال : من كان عنده من كتاب الله عز وجل شيء فليأتنا به وكان لا يقبل من ذلك شيئاًً حتى يشهد عليه شهيدان فجاء خزيمة بن ثابت فقال : إني قد رأيتكم تركتم آيتين لم تكتبوهما قال : ما هما قال : تلقيت من رسول الله ، ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ) إلى آخر السورة قال عثمان : وأنا أشهد أنهما من عند الله فأين ترى أن تجعلهما قال : أختم بهما آخر ما نزل من القرآن فختمت بهما براءة المصدر : ( تاريخ مدينة دمشق ج:16 ص:365 ).



- وفي فتح الباري : ووقع عند بن أبي داود أيضاًً بيان السبب في إشارة عمر بن الخطاب بذلك فأخرج من طريق الحسن أن عمر سأل عن آية من كتاب الله فقيل كانت مع فلان فقتل يوم اليمامة فقال : إنا لله وأمر بجمع القرآن فكان أول من جمعه في المصحف المصدر : ( فتح الباري ج:9 ص:13 ).



- وفي تحفة الأحوذي : ووقع عند بن أبي داود أيضاًً بيان السبب في إشارة عمر بن الخطاب بذلك ، فأخرج من طريق الحسن أن عمر سأل عن آية من كتاب الله فقيل كانت مع فلان فقتل يوم اليمامة فقال : إنا لله وأمر بجمع القرآن فكان أول من جمعه في المصحف ، المصدر : ( تحفة الأحوذي ج:8 ص:407 ).



- وفي الإتقان : 753 - وأخرج إبن أبي داود من طريق الحسن : أن عمر سأل عن آية من كتاب الله فقيل كانت مع فلان قتل يوم اليمامة فقال : إنا لله وأمر بجمع القرآن فكان أول من جمعه في المصحف ، المصدر : ( الإتقان في علوم القرآن - السيوطي ج:1 ص:162).



755 - وأخرج إبن أبي داود من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال : قدم عمر فقال : من كان تلقى من رسول الله ، شيئاًً من القرآن فليأت به وكانوا يكتبون ذلك في الصحف والألواح والعسب وكان لا يقبل من أحد شيئاًً حتى يشهد شهيدان وهذا يدل على أن زيداًً كان لا يكتفي لمجرد وجدانه مكتوباًً حتى يشهد به من تلقاه سماعاً ، مع كون زيد كان يحفظ فكان يفعل ذلك مبالغة في الإحتياط المصدر : ( الإتقان في علوم القرآن - السيوطي ج:1 ص:162).



- وفي الدر المنثور : وأخرج إبن جرير وإبن المنذر وأبو الشيخ ، عن عبيد بن عمير قال : كان عمر لا يثبت آية في المصحف حتى يشهد رجلان فجاء رجل من الأنصار بهاتين الآيتين ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم ) إلى آخرها فقال عمر لا أسألك عليها بينة أبداً كذلك كان رسول الله المصدر : ( الدر المنثور ج:4 ص:332 ).



- زمن عثمان :



- ففي فتح الباري : وفى رواية مصعب بن سعد فقال عثمان من أكتب الناس ، قالوا : كاتب رسول الله ، زيد بن ثابت قال : فأى الناس أعرب وفى رواية أفصح قالوا : سعيد بن العاص قال عثمان فليمل سعيد وليكتب زيد المصدر : ( فتح الباري ج:9 ص:19 ).



- وفي تاريخ مدينة دمشق : ، أخبرنا : أبوبكر محمد بن الحسين ، أنا : محمد بن أحمد بن محمد ، أنا : عثمان بن محمد بن القاسم ، نا : عبدالله بن سليمان بن الأشعث ، نا : عمي ، نا : إبن رجاء ، أنا : إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن مصعب بن سعد قال : قام عثمان فخطب الناس فقال : أيها الناس عهدكم بنبيكم ، منذ ثلاث عشرة ، وأنتم تمترون في القرآن وتقولون قراءة أبي وقراءة عبدالله يقول الرجل : والله ما تقيم قراءتك فأعزم على كل رجل منكم ما كان معه من كتاب الله شئ لما جاء به فكان الرجل يجيء بالورقة والأديم فيه القرآن حتى جمع من ذلك كثرة ثم دخل عثمان فدعاهم رجلاًًً رجلاًًً فناشدهم لسمعت رسول الله ، وهو أمله عليك فيقول نعم فلما فرغ من ذلك عثمان قال : من أكتب الناس ، قالوا : كاتب رسول الله ، زيد بن ثابت قال : فأي الناس أعرب قالوا : سعيد بن العاص قال عثمان فليمل سعيد وليكتب زيد فكتب زيد فكتب مصاحف ففرقها في الناس فسمعت بعض أصحاب محمد ، يقول قد أحسن المصدر : ( تاريخ مدينة دمشق ج:39 ص:243 ).



- وفي الدر المنثور : وأخرج إبن أبي داود في المصاحف ، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال : أراد عمر بن الخطاب أن يجمع القرآن فقام في الناس فقال : من كان تلقى من رسول الله ، شيئاًً من القرآن فليأتنا به وكانوا كتبوا ذلك في الصحف والألواح والعسب وكان لا يقبل من أحد شيئاًً حتى يشهد شهيدان فقتل وهو يجمع ذلك إليه فقام عثمان بن عفان فقال : من كان عنده شيء من كتاب الله فليأتنا به وكان لا يقبل من أحد شيئاًً حتى يشهد به شاهدان فجاء خزيمة بن ثابت فقال : إني رأيتكم تركتم آيتين لم تكتبوهما ، فقالوا : ما هما قال : تلقيت من رسول الله ، ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم ) إلى آخر السورة فقال عثمان وأنا أشهد بهما من عند الله فأين ترى أن نجعلهما قال : أختم بهما آخر ما نزلت من القرآن فختمت بهما براءة المصدر : ( الدر المنثور - السيوطي ج:4 ص:332 ).



- وفي تاريخ مدينة دمشق : أخبرنا : أبوبكر بن المزرفي ، أنا : أبو جعفر بن المسلمة ، أنا : أبو عمر وعثمان بن محمد بن القاسم الأدمي ، نا : أبوبكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، نا : أبو الطاهر ، أنا : إبن وهب أخبرني : عمرو بن محمد بن طلحة الليثي ، عن محمد بن عمرو بن علقمة ، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال : أراد عمر بن الخطاب أن يجمع القرآن فقام في الناس فقال : من كان تلقى من رسول الله ، شيئاًً من القرآن فليأتنا به وكانوا كتبوا ذلك في الصحف والألواح والعسب وكان لا يقبل من أحد شيئاًً حتى يشهد شهيدان فقتل وهو يجمع ذلك فقام عثمان بن عفان فقال : من كان عنده من كتاب الله عز وجل شيء فليأتنا به وكان لا يقبل من ذلك شيئاًً حتى يشهد عليه شهيدان فجاء خزيمة بن ثابت فقال : إني قد رأيتكم تركتم آيتين لم تكتبوهما قال : ما هما قال : تلقيت من رسول الله ، ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ) إلى آخر السورة قال عثمان وأنا أشهد أنهما من عند الله فأين ترى أن تجعلهما قال : أختم بهما آخر ما نزل من القرآن فختمت بهما براءة المصدر : ( تاريخ مدينة دمشق ج:16 ص:365 ).



- وفي أخبار المدينة : 1726- حدثنا : قال إبن وهب ، أخبرني : عمر بن طلحة الليثي ، عن محمد بن عمرو بن علقمة ، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال : قام عثمان بن عفان (ر) فقال : من كان عنده من كتاب الله شيء فليأتنا به وكان لا يقبل من ذلك شيئاًً حتى يشهد عليه شاهدان فجاء خزيمة بن ثابت فقال : إني قد رأيتكم تركتم آيتين من كتاب الله لم تكتبوهما ، قال : وما هما قال : تلقيت من رسول الله ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم ) - ( التوبة : 128 ) إلى آخر السورة ، قال عثمان وأنا أشهد أنهما من عند الله فأين ترى أن نجعلهما قال : إختم بهما ، قال : فختم بهما المصدر : ( أخبار المدينة ج:2 ص:121 ).



- وفي صحيح البخاري : 4702 - حدثنا : موسى ، حدثنا : إبراهيم ، حدثنا : بن شهاب : أن أنس بن مالك حدثه أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق فأفزع حذيفة إختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان : يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب إختلاف اليهود والنصارى فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة إذا إختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فإكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق قال بن شهاب وأخبرني : خارجة بن زيد بن ثابت سمع زيد بن ثابت قال : فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت أسمع رسول الله ، يقرأ بها فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) فألحقناها في سورتها في المصحف ، المصدر : ( صحيح البخاري ج:4 ص:1908 ) و ( الدر المنثور ج:1 ص:756  ) و ( السنن الكبرى ج:5 ص:6 ) و ( سنن الترمذي ج:5 ص:284 ).



- وفي الإستذكار : والذي أقول به إن جمع عثمان (ر) في جماعة الصحابة (ر) القرآن على حرف واحد بكتابة زيد بن ثابت إنما حملهم على ذلك ما إختلف فيه أهل العراق وأهل الشام حين إجتمعوا في بعض المغازي فخطأت كل طائفة منهم الأخرى فيما خالفتها فيه من قراءتها وصوبت ما تعلم من ذلك وكان أهل العراق قد أخذوا عن بن مسعود وأهل الشام قد أخذوا عن غيره من الصحابة فخاف الصحابة ( رحمهم الله ) من ذلك الإختلاف لما كان عندهم من رسول الله ، من النهي عن الإختلاف في القرآن وأن المراء فيه كفر وقد كانت عامة أهل العراق وعامة أهل الشام هموا بأن يكفر بعضهم بعضاًً تصويبا لما عنده وإنكاراً لما عند غيره فإتفق رأي الصحابة وعثمان (ر) على أن يجمع لهم القرآن على حرف واحد من تلك السبعة الأحرف إذ صح عندهم عن رسول الله ، أنه قال : كلها شاف كاف فإكتفوا ( رحمهم الله ) بحرف واحد منها فأمر عثمان زيد بن ثابت ذلك فأملاه على من كتبه ممن أمره عثمان بذلك على ما هو مذكور في غير موضع.



وأخبار جمع عثمان المصحف كثيرة وقد ذكرنا في التمهيد منها طرفاًً.



- وأما جمع أبي بكر للقرآن فهو أول من جمع ما بين اللوحين ، وجمع علي بن أبي طالب للقرآن أيضاًً عند موت النبي وولاية أبي بكر فإنما كل ذلك على حسب الحروف السبعة لا كجمع عثمان على حرف واحد حرف زيد بن ثابت وهو الذي بأيدي الناس بين لوحي المصحف اليوم المصدر : ( الإستذكار ج:2 ص484وص:485 ).



- وفي معتصر المختصر : وكان أبوبكر عند جمعه للقرآن سأل زيد بن ثابت النظر في ذلك فأبى عليه حتى إستعان عليه بعمر بن الخطاب ففعل فكانت تلك الكتب عند أبي بكر حتى توفي ، ثم كانت عند حفصة فأرسل إليها عثمان فأبت أن تدفعها إليه حتى عاهدها ليردنها إليها فبعثت بها فنسخها عثمان في هذه المصاحف ثم ردها إليها فلم تزل عندها حتى أرسل مروان بن الحكم فأخذها فحرقها المصدر : ( معتصر المختصر ج:2 ص:129 ) ، ( فتح الباري ج:9 ص:20 ) و ( التمهيد ج:8 ص:300 ).



- وفي الدر المنثور : وأخرج مالك وأبو عبيد وعبد بن حميد وأبو يعلي وإبن جرير وإبن الأنباري في المصاحف والبيهقي في سننه ، عن عمرو بن رافع قال : كنت أكتب مصحفاً لحفصة زوج النبي ، فقالت إذا بلغت هذه الآية فآذني (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ) فلما بلغتها آذنتها فأملت علي ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين ) وقالت : أشهد أني سمعتها من رسول الله.



- وأخرج عبد الرزاق ، عن نافع ، أن حفصة دفعت مصحفاً إلى مولى لها يكتبه ، وقالت : إذا بلغت هذه الآية ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ) فآذني فلما بلغها جاءها فكتبت بيدها ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر ).



- وأخرج مالك وأحمد وعبد بن حميد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وإبن جرير وإبن أبي داود وإبن الأنباري في المصاحف والبيهقي في سنه ، عن أبي يونس مولى عائشة قال : أمرتني عائشه أن أكتب لها مصحفاً وقالت : إذا بلغت هذه الآية فآدني ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ) فلما بلغتها آذنتها فأملت علي ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين ) وقالت عائشة سمعتها من رسول الله ، المصدر : ( الدر المنثور ج:1 ص:722 ).



الدليل على أن القرآن كان مجموع في عهد النبي (ص) :



أولاًًً : إهتمام النبي والصحابة بحفظ القرآن وتعليمه وقراءته وتلاوته وكان عدد كبير موجود من الحفاظ فهذا يدل على أنه كان مجموع لإن من لوازم الإهتمام به هو كتابته حتى لا يفقد.



- 22818 - حدثنا : عبد الله ، حدثني : أبي ، ثنا : أبو المغيرة ، ثنا : بشر بن عبد الله يعني بن يسار السلمي قال : ، حدثني : عبادة بن نسي ، عن جنادة بن أبي أمية ، عن عبادة بن الصامت قال : كان رسول الله ، يشغل فإذا قدم رجل مهاجر على رسول الله ، دفعه إلى رجل منا يعلمه القرآن فدفع إلى رسول الله ، رجلاًًً وكان معي في البيت أعشيه عشاء أهل البيت فكنت أقرئه القرآن فإنصرف إنصرافة إلى أهله فرآى أن عليه حقاً فأهدى إلي قوساً لم أر أجود منها عوداً ولا أحسن منها عطفاًً فأتيت رسول الله ، فقلت : ما ترى يا رسول الله فيها قال : جمرة بين كتفيك تقلدتها أو تعلقتها المصدر : ( مسند الإمام أحمد بن حنبل ج:5 ص:324 ) و ( تاريخ مدينة دمشق ج:10 ص:237 ) و ( نصب الراية ج:4 ص:137 ) و ( عمدة القارئ ج:12 ص:96 ) و ( تهذيب الكمال ج:4 ص:134 ) و ( الأحاديث المختارة ج:8 ص:266 ) و ( الأحاديث المختارة ج:8 ص:267 ) و ( مسند الشاميين ج:3 ص:271 ) ، وحسبك الروايات المتقدمة والتي تقول بأنه قتل في حرب اليمامة عدد كبير من القراء.



ثانياً : لقد ثبت في بعض المرويات أن مجموعة من الصحابة كانوا قد جمعوا القرآن في عهد النبي وهذه بعضها :



- ففي البرهان في علوم القرآن : وذكر الحافظ شمس الدين الذهبى فى كتاب معرفة القراء ما يبين ذلك وأن هذا العدد هم الذين عرضوه على النبي ، وإتصلت بنا أسانيدهم وأما من جمعه منهم ولم يتصل بنا فكثير فقال : ذكر الذين عرضوا على النبي (ص) القرآن وهم سبعة عثمان بن عفان وعلي بن أبى طالب ، وقال الشعبى : لم يجمع القرآن أحد من الخلفاء الأربعة إلاّ عثمان ثم رد على الشعبى قوله : بأن عاصماً قرأ على أبى عبد الرحمن السلمى ، عن علي وأبى بن كعب وهو إقرأ من أبى بكر وقد قال يوم القوم أقرؤهم لكتاب الله وهو مشكل وعبد الله بن مسعود وأبى وزيد بن ثابت وأبو موسى ، إلاشعرى وأبو الدرداء قال : وقد جمع القرآن غيرهم من الصحابة كمعاذ بن جبل وأبى زيد وسالم مولى أبى حذيفة وعبد الله بن عمر وعقبة بن عامر ولكن لم تتصل بنا قراءتهم المصدر : ( البرهان في علوم القرآن - الزركشي ج:1 ص242 ص:243 ).



ثالثاً : لقد كان عند النبي مجموعة من الكتاب وقد كتبوا القرآن في زمانه :



- ففي المستدرك : 4217 - حدثنا : أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد النحوي ، حدثنا : بن أبي طالب ، حدثنا : وهب بن جرير بن حازم ، حدثنا : أبي قال : سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب ، عن عبد الرحمن بن شماسة ، عن زيد بن ثابت (ر) قال : كنا عند رسول الله ، نؤلف القرآن من الرقاع ، هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وفيه الدليل الواضح أن القرآن إنما جمع في عهد رسول الله ، المصدر : ( المستدرك على الصحيحين ج:2 ص:668 ).



- وفي صحيح إبن حبان : 114- أخبرنا : أبو يعلى ، حدثنا : عبد الأعلى ، حدثنا : وهب بن جرير ، حدثني : أبي قال : سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب ، عن عبد الرحمن بن شماسة ، عن زيد بن ثابت قال : كنا عند رسول الله ، نؤلف القرآن من الرقاع المصدر : ( صحيح إبن حبان ج:1 ص:320 ).



- وفي سنن الترمذي : 3954 - حدثنا : محمد بن بشار ، حدثنا : وهب بن جرير ، حدثنا : أبي قال : سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب ، عن عبد الرحمن بن شماسة ، عن زيد بن ثابت قال : كنا عند رسول الله ، نؤلف القرآن من الرقاع فقال رسول الله ، طوبى للشام فقلنا : لأي ذلك يا رسول الله ، قال : لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها ، قال : هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من حديث يحيى بن أيوب 3972 المصدر : ( سنن الترمذي ج:5 ص:734 ) و ( مصنف إبن أبي شيبة ج:4 ص:218 ) و ( مصنف إبن أبي شيبة ج:6 ص:409 ) و ( المعجم الكبير ج:5 ص:158 ) و ( مسند الإمام أحمد بن حنبل ج:5 ص:184 ) و ( شعب الإيمان ج:1 ص:197 ) و ( شعب الإيمان ج:2 ص:432 ) و ( البيان والتعريف ج:2 ص:94 ) و ( تحفة الأحوذي ج:10 ص:315 ).



- قال : في المعجم الأوسط : 3758 - حدثنا : علي بن عبد العزيز قال : ، نا : عارم أبو النعمان قال : ، نا : حماد بن إبراهيم بن مسعود اليشكري قال : حدثتني أم كلثوم بنت ثمامة الحبطي أن أخاها المخارق بن ثمامة الحبطي قال لها ادخلي على أم المؤمنين عائشة فأقرئيها السلام مني فدخلت عليها فقلت : إن بعض بنيك يقرئك السلام قالت : وعليه ورحمة الله قلت : ويسألك أن تحدثيه ، عن عثمان بن عفان فإن الناس قد أكثروا فيه عندنا حين قتل قالت : أما أنا فأشهد أن عثمان بن عفان في هذا البيت ونبي الله ، وجبريل يوحي جاء إلى النبي ، في ليلة قائظة وكان إذا نزل عليه الوحي نزلت عليه ثقلة يقول الله جل ذكره : ( إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلا ) ونبي الله ، يضرب كتف عثمان ويقول : إكتب عثمان فما كان الله ينزل تلك المنزلة من نبيه إلاّ رجلاًًً كريماًً فمن سب عثمان فعليه لعنة الله ، 898 ، المصدر : ( المعجم الأوسط ج:4 ص:117 إلى 118).



- وقال أيضاًً : 1913 - حدثنا : أحمد بن محمد بن نافع قال : ، حدثنا : أبو الطاهر بن السرح قال : وجدت في كتاب خالي ، حدثني : عقيل بن خالد ، عن بن شهاب قال : ، حدثني : سعيد بن سليمان ، عن أبيه سليمان بن زيد بن ثابت ، عن جده زيد بن ثابت قال : كنت إكتب الوحي لرسول الله وكان إذا نزل عليه أخذته برحاء شديدة وعرق عرقاًً شديداًًً مثل الجمان ، ثم سري عنه فكنت إدخل عليه بقطعة الكتف أو كسرة فإكتب وهو يملي علي فما أفرغ حتى تكاد رجلي تنكسر من ثقل القرآن وحتى أقول لا أمشي على رجلي أبداً فإذا فرغت قال : أقرأه فإقرأه فإن كان فيه سقط أقامة ثم أخرج به إلى الناس المصدر : ( المعجم الأوسط ج:2 ص:257 ).



- وقال في المعجم الكبير : 4888 - حدثنا : جعفر بن محمد الفريابي ، ثنا : عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم ، ثنا : عبد الله بن يحيى المعافري ، عن نافع بن يزيد ، عن عقيل بن خالد ، عن الزهري ، عن بن سليمان بن زيد بن ثابت ، عن أبيه ، عن جده زيد بن ثابت قال : كنت إكتب الوحي عند رسول الله ، وكان يشتد نفسه ويعرق عرقاًً شديداًًً مثل الجمان ثم يسري عنه فإكتب وهو يملي علي فما أفرغ حتى يثقل فإذا فرغت قال : إقرأ فأقرؤه فإن كان فيه سقط أقامه ، المصدر : ( المعجم الكبير ج:5 ص:142 ).



- 4889 - حدثنا : أحمد بن محمد بن نافع الطحان المصري ، ثنا : أبو الطاهر بن السرح قال : وجدت في كتاب خالي عبد الحميد ، حدثني : عقيل ، حدثني : سعيد بن سليمان أخبره ، عن أبيه سليمان بن زيد ، عن زيد بن ثابت قال : كنت إكتب الوحي لرسول الله ، وكان إذا نزل عليه أخذته برحاء شديدة وعرق عرقاًً شديداًًً مثل الجمان ثم سري عنه فكنت إدخل عليه بقطعة القتب أو كسرة فإكتب وهو يملي علي فما أفرغ حتى تكاد رجلي تنكسر من ثقل القرآن ، حتى أقول لا أمشي على رجلي أبداً فإذا فرغت قال : أقرأه فإن كان فيه سقط أقامه ثم أخرج به إلى الناس المصدر : ( المعجم الكبير ج:5 ص:142 ).



- وقال في مجمع الزوائد : عن زيد بن ثابت قال : كنت إكتب الوحي لرسول الله ، وكان إذا نزل عليه الوحي أخذته برحاء شديدة وعرق عرقاًً شديداًًً مثل الجمان ثم سرى عنه فكنت إدخل عليه بقطعة الكتف أو كسرة فإكتب وهو يملي علي فما أفرغ حتى تكاد رجلي تنكسر من ثقل القرآن ، حتى أقول لا أمشي على رجلي أبداً فإذا فرغت قال : إقرأ فإقرأه فإن كان فيه سقط أقامه ثم أخرج به إلى الناس ، رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثقون إلا أن فيه وجدت في كتاب خالي فهو وجادة باب عرض الكتاب على من أمر به المصدر : ( مجمع الزوائد ج:1 ص:152 ).



- وعن زيد بن ثابت قال : كنت إكتب الوحي لرسول الله ، وكان إذا نزل عليه أخذته برحاء شديدة وعرق عرقاًً شديداًًً مثل الجمان ثم سري عنه فكنت أدخل بقطعة العسب أو كسره فإكتب وهو يملي علي فما أفرغ حتى تكاد رجلي تنكسر من ثقل القرآن حتى أقول لا أمشي على رجلي أبداً فإذا فرغت قال : أقرأه فإقرأه فإن كان فيه سقط أقامه ثم أخرج به إلى الناس ، رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما ثقات المصدر : ( مجمع الزوائد ج:8 ص:257 ) و ( أدب الاملاء والاستملاء ج:1 ص:77 ) و ( تدريب الراوي ج:2 ص:77 ) و ( فتح المغيث ج:2 ص:186 ) و ( الجامع لأخلاقالراوي وآداب السامع ج:2 ص:133 ) و ( المعرفة والتاريخ ج:1 ص:189 ).



- وقال في تفسير الطبري : ، حدثني : المثنى قال : ، ثنا : محمد بن عبد الله النفيلي قال : ، ثنا : زهير بن معاوية قال : ، ثنا : أبو إسحاق ، عن البراء قال : كنت عند رسول الله ، فقال : إدع لي زيداًً وقل له : يأتي أو يجيء بالكتف والدواة أو اللوح والدواة الشك من زهير إكتب ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله ) فقال بن أم مكتوم يا رسول الله إن بعيني ضرراً فنزلت قبل أن يبرح غير أولي الضرر الضرر المصدر : ( تفسير الطبري ج:5 ص:230 ).



- أخبرنا : عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة ، نا : عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، نا : علي بن الجعد ، أنا : زهير ، عن أبي إسحاق ، عن البراء ، عن النبي ، أنه قال : إدع لي زيداًً و قل له يجيء بالكتف والدواة واللوح فقال : إكتب ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين ) أحسبه قال : والمجاهدون قال : فقال إبن أم مكتوم يا رسول الله بعيني ضرر فنزل قبل أن يبرح (غير أولي الضرر ) ح المصدر : ( تاريخ مدينة دمشق ج:19 ص:306 ) و ( سير أعلام النبلاء ج:2 ص:430 ) و ( مسند إبن الجعد ج:1 ص:365 ).



- وقال في المستدرك : 2875 - حدثنا : أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ ، حدثنا : الحسن بن الفضل ، حدثنا : هوذة بن خليفة ، حدثنا : عوف بن أبي جميلة ، حدثنا : يزيد الفارسي قال : قال لنا بن عباس (ر) قلت لعثمان بن عفان (ر) : ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى البراءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطوال ما حملكم على ذلك فقال عثمان (ر) : أن رسول الله ، كان يأتي عليه الزمان تنزل عليه السور ذوات عدد فكان إذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من كان يكتبه فيقول : ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وتنزل عليه الآية فيقول : ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا فكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة وبراءة من آخر القرآن فكانت قصتها شبيهة بقصتها فقبض رسول الله ، ولم يبين لنا أنها منها فمن ثم قرنت بينهما ولم إكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، المصدر :( المستدرك على الصحيحين ج:2 ص:241 ).



- وقال أيضاًً : 3272 - حدثنا : أبوبكر أحمد بن كامل القاضي ، حدثنا : محمد بن سعد العوفي ، حدثنا : روح بن عبادة ، حدثنا : عوف بن أبي جميلة ، عن يزيد الفارسي قال : ، حدثنا : بن عباس قال : قلت لعثمان بن عفان ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطوال فما حملكم على ذلك فقال عثمان كان رسول الله ،  مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد ، قال : وكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من يكتب له فيقول : ضعوا هذه في السورة التي فيها كذا وكذا وكانت الأنفال من أوائل ما نزلت بالمدينة وكانت براءة من آخر القرآن وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها فقبض رسول الله ، ولم يبين لنا أنها منها فلم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، المصدر : ( المستدرك على الصحيحين ج:2 ص:360 ) و ( الأحاديث المختارة ج:1 ص:495 ) و ( الدر المنثور ج:4 ص:119 ) و ( تفسير إبن كثير ج:2 ص:332 ) و ( تهذيب الكمال ج:32 ص:288 ) و ( السنن الكبرى ج:5 ص:10 ) و ( سنن الترمذي ج:5 ص:272 قال عنه حديث حسن صحيح ) و ( معتصر المختصر ج:2 ص:284 ) و ( فضائل القرآن ج:1 ص:84 ) و ( فتح الباري ج:9 ص:22 ) و ( فتح الباري ج:9 ص:42 ) و ( تحفة الأحوذي ج:8 ص:380 ) و ( أخبار المدينة ج:2 ص:130 ) و ( تخريج الأحاديث والآثار ج:2 ص:47 ) ، فهذا يدل على أن السور كانت مكتوبة وإلاّ فكيف يضعوها فيها فهل يعقل أن يضعوها في حفظهم وفي صدورهم ؟!.



ثالثاً : هذه الروايات والتي توضح لنا بأن هناك من الصحابة من جمع القرآن على عهد الرسول (ص) وقد مر بعضها ، قال : في معرفة القراء الكبار :



1 - عثمان بن عفان : إبن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب أمير المؤمنين أبو عمرو وأبو عبدالله القرشي الأموي ذو النورين (ر) ، أحد السابقين الأولين وأحد من جمع القرآن على عهد رسول الله ، المصدر : ( معرفة القراء الكبار - الذهبي ج:1 ص:24 ).



2 - علي بن أبي طالب : إبن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب أمير المؤمنين أبو الحسن الهاشمي (ر) .... إلى أن يقول : وكان قد جمع القرآن بعد وفاة النبي ، وقال الشعبي : لم يجمع القرآن أحد من الخلفاء الأربعة إلاّ عثمان ، وقال أبوبكر بن عياش ، عن عاصم قال : ما أقرأني أحد حرفاًً إلاّ أبو عبد الرحمن السلمي وكان قد قرأ على علي (ر) فكنت إرجع من عنده فأعرض على زر وكان زر قد قرأ على إبن مسعود فقلت لعاصم : لقد إستوثقت قلت : هذا يرد على الشعبي قوله : وقال علي بن رباح جمع القرآن في حياة رسول الله ،  أربعة علي وعثمان وأبي بن كعب وعبدالله بن مسعود المصدر : ( معرفة القراء الكبار - الذهبي ج:1 ص25ص:27 ).



3 - أبي بن كعب : إبن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار أبو المنذر الأنصاري (ر) إقرأ الأمة عرض القرآن على النبي ، أخذ عنه القراءة إبن عباس وأبو هريرة وعبد الله بن السائب وعبدالله بن عياش بن أبي ربيعة وأبو عبد الرحمن السلمي ، المصدر : ( معرفة القراء الكبار - الذهبي ج:1 ص:28 ).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق