المشاركات الشائعة

الأحد، 12 فبراير 2012

مدارس آياتٍ خلت من تلاوةٍ ( دعبل الخزاعي)

بـكيتُ لـرسمِ الـدار مـن عَرَفاتِ وأذريـتُ دمـعَ الـعينِ iiبـالعَبَراتِ
وفَكَّ عُرى صبري، وهاجت صَبابتي رسـومُ ديـارٍ قـد عَـفَت iiوعِراتِ
مـدارسُ آيـاتٍ خَـلَت مـن iiتلاوةٍ ومـنزلُ وحـيٍ مُـقفِر الـعَرَصاتِ
لآلِ رسـولِ الله بـالخيفِ من iiمِنىً وبـالركن والـتعريف والـجمَراتِ
ديــار عـليٍّ والـحسينِ iiوجـعفرٍ وحـمـزةَ والـسجّادِ ذي iiالـثَّفِناتِ
مـنازل وحـيِ الله .. يَـنزِلُ iiبينَها عـلى أحـمدَ المذكورِ في iiالسُّوراتِ
مـنـازل قــومٍ يُـهتدى iiبـهداهمُ فـتُـؤمَنُ مـنـهم زَلّـةُ iiالـعَثَراتِ
مـنازل كـانت لـلصلاةِ iiولـلتُّقى ولـلـصومِ والـتطهيرِ والـحسَناتِ
مـنازلُ .. جِـبريلُ الأمـينُ يَحِلُّها مــن الله بـالـتسليم iiوالـرَّحَماتِ
مـنازل وحـيِ الله، مَـعدِن iiعـلمِه سـبيلُ رشـادٍ واضـح iiالـطُّرُقاتِ
ديـارٌ عـفاها جـورُ كـلِّ iiمُـنابذٍ ولــم تَـعفُ لـلأيام iiوالـسنواتِ
قِفا .. نسألِ الدارَ التي خَفَّ أهلها ii: مـتى عهدُها بالصومِ والصلواتِ ii؟
وأيـن الأُلى شَطّت بهم غربةُ iiالنوى أفـانينَ فـي الآفـاقِ مُـفتَرِقاتِ ii؟
هـمُ أهـلُ ميراثِ النبيِّ إذا iiاعتزَوا وهـم خـيرُ سـاداتٍ وخـيرُ iiحُماةِ
ومـا الـناسُ إلاّ غـاصبٌ ومكذِّبٌ ومُـضـطغنٌ ذو إحـنَـةٍ iiوتِـراتِ
فـكيف يُـحبّون الـنبيَّ iiورهـطَهُ وهـم تـركوا أحشاءهم وَغِراتِ ii؟!
أفاطمُ .. قُومي يا ابنةَ الخير iiواندُبي نـجـومَ سـماواتٍ بـأرضِ iiفَـلاةِ
قـبورٌ بـكوفانٍ، وأخـرى iiبطيبةٍ، وأخـرى بـفَخٍّ .. نـالَها iiصَلَواتي
وقـبرٌ بـأرضِ الـجَوزَجانِ iiمَحِلُّهُ وقـبر بـباخَمْرى .. لدى iiالغُرباتِ
وقـبـر بـبـغدادٍ لـنفسٍ iiزكـيةٍ تَـضمّنها الـرحمنُ فـي iiالـغُرُفاتِ
وقـبرٌ بطوسٍ .. يا لَها من iiمُصيبةٍ ألَـحَّت عـلى الأحـشاءِ iiبالزَّفَراتِ
إلـى الحشرِ .. حتّى يبعثَ اللهُ iiقائماً يُـفـرِّجُ عـنّـا الـهمَّ iiوالـكُرُباتِ
فـأمّا الـمُمِضّاتُ الـتي لستُ بالغاً مـبـالغَها مـنّي بـكُنهِ iiصـفاتِ:
قـبورٌ بجنبِ النهرِ من أرضِ iiكربلا مُـعَـرَّسُهم فـيـها بـشطِّ iiفُـراتِ
تُـوفُّوا عُـطاشى بالفراتِ .. iiفليتَني تُـوفِّيتُ فـيهم قـبلَ حـينِ iiوفاتي
إلـى اللهِ أشـكو لَـوعةً عند iiذِكرِهم سَـقَتني بـكأسِ الـثُّكلِ iiوالفَظَعاتِ
أخـافُ بـأن أزدارَهُـم iiفـتَشوقَني مـصـارعُهم بـالجزعِ iiفـالنَّخَلاتِ
تَـقسّمَهُم رَيـبُ الـمَنونِ، فما iiتَرى لـهـم عُـقوة مَـغشيّة iiالـحجراتِ
سـوى أنّ مـنهم بـالمدينة iiعُصبةً مـدى الـدهرِ أنـضاءً مِن iiاللَّزَباتِ
قـليلة زُوّارٍ .. سـوى بعضِ iiزُوَّرٍ مـن الـضُّبع والـعِقبان iiوالرّخَماتِ
لـهم كـلَّ يـومٍ نَـومةٌ iiبـمضاجِعٍ لـهم، فـي نواحي الأرض مختلِفاتِ
سـأبـكيهمُ مـا حَـجَّ لـلهِ راكـبٌ ومـا نـاحَ قُـمريٌّ على الشجراتِ
وإنّـي لـمَولاهم، وقـالٍ iiعـدوَّهم وإنـي لـمحزونٌ بـطولِ iiحـياتي
أُحـبُّ قَـصيَّ الرحم من أجل iiحبّكم وأهـجُـر فـيكم أُسـرتي وبـناتي
وأكـتـمُ حُـبِّيكُم؛ مـخافةَ iiكـاشحٍ عـنيدٍ، لأهـلِ الـحقِّ غيرِ iiمُواتِ
فـياعينُ .. بَـكِّيهم وجـودي iiبعَبرةٍ فـقـد آنَ لـلـتَّسكابِ والـهمَلاتِ
لـقد خِـفتُ فـي الدنيا وأيامِ iiسعيها وإنّـي لأرجـو الأمـنَ بعد iiوفاتي
ألَـم تَـرَ أنّـي مـذ ثـلاثينَ iiحجّةً أروحُ وأغـدو دائـمَ الـحسَراتِ ii؟!
أرى فَـيأهُم فـي غـيرهم iiمُتَقسَّماً وأيـديـهمُ مـن فَـيئهم صَـفِراتِ
سـأبكيهمُ مـا ذَرَّ في الأرضِ شارقٌ ونـادى مُـنادي الـخير iiبالصلواتِ
ومـا طَـلَعت شمسٌ وحانَ iiغُروبُها وبـالـليل أبـكيهم .. وبـالغُدُواتِ
فـولا الـذي أرجوه في اليوم أو iiغدٍ تَـقَطَّع نـفسي إثـرَهُم iiحَـسَراتِ:
خـروجُ إمـامٍ، لا مَـحالةَ iiخـارجٌ يـقوم عـلى اسـم الله والـبركاتِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق